2022-06-18 02:10:49
كيف تدعو؟ إذا وقفت بباب الله ورفعت يديك إليه، فابدأ بنفسك فهي المقدَّم، ثم والديك فهما سبب وجودك في الحياة، ثم إخوتك وأخواتك فهم أوُّل من عرفت وعاشرت، ثم لزوجك فإنها ألصقُ الناس بك، ثم لأولادك؛ فإنه من دعاء الصالحين، ثم لمن له فضلٌ عليك كمشايخك ومعلمِيك، ثم لإخوانك في الله فهم سلوة الطريق.
ثم لقرابتك عموماً؛ فإنَّها من الصِّلة، ثم لإمام المسلمين؛ فإنَّه من هدي السلف، ثم لعموم المؤمنين والمؤمنات، فإنَّ لك بكل واحد منهم حسنة، واجعل في أوَّل دعائك، وأوسطه، وآخره: الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ فإنَّ الرحمة تنزل، والإجابة قريبة.
وليكن أول دعائك أن تحمد الله على نعمه، ثم الثناء عليه، ثم الاعتراف بذنوبك، واحرص على أدعية القران أولاً، ثم أدعية السنَّة، فإذا فرغت منهما فابدأ بانتقالك من هذه الدنيا فتسأل الله حسن الختام، والشهادة في سبيله، فإنَّ من سأل الله الشهادة بصدق بلَّغه مراتب الشهداء وإن كان على فراشه.
ثم تسألُ ربك الثبات حين السؤال في القبر، ثم الأمن حين النشور، وأن يظلك الله تحت ظل عرشه، وأخذ الكتاب باليمين، والثبات على الصراط، والسقي من الحوض، والنجاة من النار، والفوز بالفردوس من جنَّته، فإنَّه وسط الجنة، وأعلى الجنة، ومنه تفجَّرُ أنهار الجنة.
وقدِّم في دعائك أمر الآخرة على أمر الدنيا، فإنَّ الآخرة خير لك من الأولى، ولا تنسَ إخوانك المسلمين في كل مكان، وعلى وجه الخصوص المرابطين على الثغور، والمظلومين والمضطهدين في دينهم، وأن يحرر الله المسجد الأقصى من أيدي الغاصبين، وأحسن الظن في الله، فإنَّ الله يعطيك على حسب ظنك فيه.
كتبه:
الشيخ عبدالله بن محمد بن سفر العصيمي.
299 viewsedited 23:10