2022-08-02 17:51:14
*[ سِـلْـسِلَـــةُ تَــــدَبُّـــر الـــقُـــرْآنِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ ١٩ ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
فَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ يَوْمَ القِيَامَةِ يَقُولُ لِلْكَفَرَةِ وَأَصْحَابِ النَّارِ: أَلَسْتُ قد بَيَّنْتُ لَكُمْ فِي الْـقُــرْآنِ الـكَـرِيـمِ هَـذَا المَـصِير وَهَـذِهِ العَاقِبَة، مِنْ أَجْـلِ أَنْ تَتَجَنَّبُوهَا وَمِنْ أجْـلِ أنْ تَعمَلُوا الأَعمَالَ الصَّالِحَةَ الَّتِي تُـنْـقِــذُكُــمْ مِـنْـهَـا.
*فَمَنِ اقْتَصَرَ علىٰ تَعَلُّمِ الْـقُـرْآنِ وَتِـلَاوَةِ الْـقُـرْآنِ وَتَـدَبُّـرِهِ وَلَـمْ يَعمَلْ بِهِ؛ فَهَذَا أقَـامَ الحُجَّةَ علىٰ نَفْسِهِ، وَلِهَذَا يَقُولُ بَعْضُ السَّلَفِ: رُبَّ قَـارِىءٍ لِـلْــقُــرآنِ وَالــقُــرآنُ يَلْعَنُهُ، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَـالَ: يَـقْـرَأُ قَــوْلَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللهِ عَلَى ٱلۡكَـٰذِبِینَ﴾ وَهُـوَ يَـكْــذِبُ، وَيَـقْـرَأُ قَـوْلَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿أَلَا لَعۡنَةُ ٱللهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ وَهُـوَ يَـظْـلِــمُ.*
فَلَيْسَ المَطْلُوبُ مِنْ قِــرَاءَةِ الْـقُــرْآنِ هُـوَ مُـجَـرَّدُ التَّغَنِّي بِأَلْفَاظِهِ وَالتَّلَذُّذ بِالصَّوْتِ الجَمِيلِ، فَـإِنَّ هَـذَا لَا يَكْـفِي وَلَا يُـفِـيـدُ، كَمَا يَـفْـعَـلُ بعـضُ النَّاسِ اليومَ؛ فَقَدِ اتَّخَذُوا تِـلَاوَةَ الْـقُـرْآنِ حِـرفَـةً لِلتَّطْرِيبِ وَلِتَشْنِيفِ الأسماعِ، يَتَلَذَّذُونَ بسمَاعِ الْقُرْآنِ وَيُلَذِّذُونَ آذَانَهُمْ، ولَكِنَّهُم لَـوْ سُئِلُوا عَنِ العَمَلِ وَالتَّطْبِيقِ لَمْ تَجِدْ إِلَّا القليل، فَهَذَا لا يَكْفِي ولا يُفِيدُ.
*نَـعَـم، مَطْلُوبٌ تَحْسِينُ الصَّوتِ بِالْقُرْآنِ وَالأَدَاءِ الحَسَنِ؛ لِأَنَّ هَـذَا يُــؤَثِّــرُ، وَلِأَنَّ هَـذَا يَـلِـيقُ بِالْقُرْآنِ، ولَكِنْ لا يَكُونُ هَـذَا هُـوَ المَقْـصُودُ، بل يكونُ المَقْصُودُ: أَنْ يَنْتَفِـعَ الإنسانُ بِالْقُرْآنِ، وأنْ يَستَفِيدَ وَيَخْشَعَ إِذَا سَمِعَـهُ.*
وَالـرَّسُـولُ ﷺ كَانَ يُحِبُّ أنْ يَسْتَمِـعَ الْقُرْآنَ مِنْ غيرِهِ، فَكَانَ ﷺ يَسْتَمِـعُ إلىٰ قِــرَاءَةِ أبِي مُوسى الأشعَـرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَـانَ ذَا صَـوْتٍ حَسَنٍ.
وَأَمَـرَ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُـودٍ أَنْ يَـقْـرَأَ عَلَيْهِ؛ لِيَسْتَمِــعَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُـودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَيْفَ أَقْـرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْـزِلَ؟ فَقَالَ ﷺ:«إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْـمَـعَــهُ مِنْ غَـيْـرِي» [ رَوَاهُ البُخَارِيُّ: ٥\١٨٠، وَمُسْلِمٌ: ٨٠٠ ].
فَقَرَأَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُـودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِـنْ أَوَّلِ سُـورَةِ النِّسَاءِ حَـتَّـىٰ بَـلَـغَ قَـوْلَــهُ تَـعَـالَـىٰ:﴿فَكَیۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۭ بِشَهِیدࣲ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِ شَهِیدࣰا﴾ *فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«حَــسْــبُـــكَ»، قَالَ: فَالْتَفَتُّ إِلَـيْـهِ - يَقُولُ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُـودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فَـإِذَا عَـيْـنَــاهُ تَــذْرِفَــانِ.*
*فَــدَلَّ هَـذَا عَـلَـىٰ أَنَّـهُ يُـشْـرَعُ لِلْمُسْتَـمِــعِ لِـلْــقُـــرآنِ أَنْ يَخْشَـعَ، وَلَا يَكُـونُ مَـقْـصُـودُهُ هُـوَ التَّلَـذُّذُ فَقَط، بَـلِ الـمَـقْــصُـودُ: الـخُـشُـوعُ مِـنْ كَــلَامِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ٢ / صــــ: ٢٩٠ - ٢٩١ ]*
*------------------------------
تليجرام
https://t.me/AlSONa3
325 viewsحمام لاحم فرنسي, 14:51