السؤال: كنت احب الاحاديث التي لها قيمة فالله انعم علي بعقل ع | [ مجمع التبليغ والإرشاد ] - [ السيد عادل العلوي ]

السؤال:

كنت احب الاحاديث التي لها قيمة فالله انعم علي بعقل عبقري كنت احب الاستكشاف والبحث وكنت ابحث واقرأ تفاسير قرأنيه وقصص اهل البيت لكن حصل لي عارض كنت افرط حتى كلفت نفسي مالايوسعها وظلمت نفسي فأصبحت لاأأكل الطعام الا قليل اتشبه بأمير المؤمنين الذي لصق بطنه من شدة الجوع تعلقاً بأمير المؤمنين.
فكنت ارتكب الخطأ من جهة الحب لهم بل لعل ذالك يؤذيهم لانني اذيت نفسي وقصرت فيها من الطعام فنفسي تجوع وامنعهاواقسو عليها حتى في الملبس اصبحت احرمها من اللبس الافضل فأصبحت البس ملابس متواضعه لكي اتشبه بأمير المؤمنين الذي كان يخيط ثوبه كلما تمزق.
فظلمت نفسي الى ان طغت واصبحت نفسي عدوتاً لي الى ان جائني شعور كره في الدين وشعور بأنه الله مثلاً ظالم استغفر الله او انه غير لطيف استغفر الله لانه دين يعذب وصعب ونسيت انني انا من وصلت الى هذه المرحله بنفسي فطاغت نفسي واستولى علي الشيطان اللعين الرجيم .
لكن الحمدلله وكلت امري لله الى ان تشافيت حتى حلمت كانه شيء اسود عريض وطويل يخرج من حلقي والحمدلله تشافيت وتعاهدت انه لاافراط ولاتفريط في الدين كما تعلمته من حبيبي ابي وابوك السيد عادل العلوي من محاضراته وتعاهدت ان لااكلف نفسي الا وسعها.
وانا الان الحمدلله بأفضل حال لكن اريد ان اتقرب الى الله تعالى فأنا كثيرة النسيان في ذكر الله هذه الفتره وقليلة التأمل والتفكر في خلق الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



الجواب:

سلام عليكم ورحمة الله

الحمد لله علی ما هدانا لأن الهداية من الله، ولابد أن تكون بالله وفي الله ولله، والحمدلله على ما إبتلانا لأن الإبتلاء إذا كان من الله، فلابد أن يكون بالله وفي الله ولله، لما قال الله في كتابه الكريم: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)، (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ)، فالحمد لله على إبتلائكم وعلى هدايتكم فإنهما كانا إن شاء الله، في الله وبالله ومن الله ولله تبارك وتعالى.
أما بعد:
فلابد من الوصول في الحياة الدنيوية إلى الفكر والتفكر، لأن المتفكر في آيات الله، سيعيش في حضرة الله، وسيتنور بنور الله، وسيتبرك ببركة الله، وسيتعلم بعلم الله، حتى يتمكن من أن يقرء ويرق في الآخرة وفي الجنان إن شاء الله.
هذا ولكن علامة التفكر الصحيح، السؤال، طرحه وبيانه ومن ثم الوصول إلى الجواب الشافي والوافي.
والسؤال في الفكر، يتولد من التأمل والشك والإشكال في المعلومات والمنقولات، ومن ثم التأمل يتولد من التحليل، والتحليل من الفهم، والفهم فرع للحفظ.
ولكننا في مقام التعليم والتربية والسلوك في بعض الأحيان، لم نتجاوز من المرحلة الأولى، ونكتفي بالمحفوظات، والحال لا عبرة بالمحفوظ فلابد من التفقه في الدين، وهذا ما تواترت عليه الروايات الشريفة بالتواتر المعنوي، كما قال الإمام الكاظم عليه السلام : تفقهوا فى دين الله فان الفقه مفتاح البصيرة و تمام العبادة و السبب الى المنازل الرفيعه .... بحار / 78 / 321، وكما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه و آله : افّ لكلّ مسلم لا يجعل فى كل جمعة يوما يتفقّه فى امر دينه و يساءل عن دينه . بحار / 1 / 176.
فالروايات كثيرة في هذا الباب، ولكن كما قال الإمام الرضا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ (لَيْسَ اَلْعِبَادَةُ كَثْرَةَ اَلصَّلاَةِ وَ اَلصَّوْمِ إِنَّمَا اَلْعِبَادَةُ اَلتَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ)، فإذا أردنا أن نعيش في حضرة الله وبين يدي الله تبارك وتعالى دائما، فلابد من التفكر في كل ما نراه في حياتنا، صغيرا وكبيرا، سلبيا وإيجابيا، فعلا وقولا، ليلا ونهارا، قاعدا وقائما، سفرا وحضراو...، ولا نبتلى بالغفلة عن آيات الله تبارك وتعالى.
فذكر الله تبارك وتعالى لايكون باللسان فقط، وعلينا بالعبادة بالتفكر، ولكن عندما لم يتولد السؤال في الذهن، فبما يفكر المتفكر، وفي ما يتفقه؟
ولكن ما الفرق بين التفكر والتفقه؟ وما هي اسلوب التفكر وكيف نتفقه؟ فللكلام صلة إن شاء الله.

والله العالم بحقائق الأمور
محمدعلي بن السيد عادل العلوي

www.mAlawy.net

https://t.me/malawy_ir