Get Mystery Box with random crypto!

أبط : إبْطُ الشِّمَال : كناية عن الشؤم . قال شُتَيْم بن خُوَي | عمالقة الأدب العربي المعاصر الرافعي المنفلوطي محمود شاكر الإبراهيمي

أبط : إبْطُ الشِّمَال : كناية عن الشؤم .
قال شُتَيْم بن خُوَيْلد يهجو قُطْبة بن سيَّار ، وكان حالف معاوية بن حذيفة بن بدر الفزاري ، وسَّماه إبط الشِّمالِ :

أطَعْتَ غُرَيِّبَ إبْطِ الشِّمالِ
تُنَحِّي لِحَدِّ المَوَاسي الحُلوقا
« غُرَيِّب إبط الشِّمال » ، بالغين المعجمة ، وهو كذلك في بعض نسـخ الحيـوان 518/5 ، ولكـن الأستـاذ عبـد السـلام هـارون ظنـه تحريفاً ، واعتمـد مـا فـي معجم الشعراء ، وإحدى نسخ الحيوان .
وأنـا أرجـح أن الصـواب بـالغـيـن المعجمـة كمـا فـي جمهرة نسـب قريش ، مصغَّر « غراب » . وشؤم الغـراب مشهـور ، ولذلك قال المـرزبـانـي بعـد فـي المعجـم ، و الزبير بن بكار في الجمهرة: « غُرَيِّب إبْط الشِّمال: معاوية بن حذيفة ، كان مَشُوماً - أي مشؤوما ، مسهلة الهمزة -» .
وأما « إبط الشِّمال » فهو في الزبير على الإضافة بكسر
« إبْط الشمِّال » ، وهو الصواب ، وضبطه في الحيـوان بنصب « إبْط » بدلاً من « غريب » ، وهو وجه بعيد وتفسيره في تاج العروس : « يقال للشؤم : إبْط الشِّمال » ، بيد أن الجاحظ أنشد في البيان والتبين 181/1 :
وخَصْم غِضَابٍ يُنْغِضُونَ رُؤُوسَهُمْ أُولي قَدَمٍ في الشَّغْبِ صُهْبٍ سِبَالُهَا ضربتَ لَهُمْ إبْطَ الشِّمَالِ فأصْبَحَتْ يَرُدُّ غُـوَاةً آخـريـنَ نَكَـالُهـَا ثم قال : « إبْطَ الشِّمَالِ ، يعني الفؤاد ، لأنه لا يكون إلا في تلك الناحية » ، وهذا فيما أرى اجتهاد من أبي عثمان أساء فيه كعادته ، لم يعرف الصواب فاجترأ ولم يتثبت ، وكلامه في الحقيقة لا معنى له ، ولا يعيـن عليـه تـركـيـب الكـلام ، وإنمـا هـذا كـقـولهـم : « طيـر شِمال » ، لكل طير يتشاءم به . وكقـولـهـم : « جـرى لـه غُـراب الشِّمال » ، أي : ما يكره ، كان الطـائـر أتـاء من جهة الشِّمال ، وأنشدوا قول أبي ذؤيب :
زجَرْتَ لَهَا طَيْرَ الشِّمَالِ ، فإنْ تَكُنْ
هَوَاكَ الذي تَهْوَى يُصِبْكَ اجْتِنابُها
ونحـوه مـا رواه أبـو تمـام فـي الوحشيات رقم : 83 لفَزاري آخـر ، هـو الحـارث بن عمرو الفَزَاري :
بحَمْدِ إلهي أنَّني لم أكُنْ لَهُمْ
غٌرَابَ شِمَالٍ يَنْتِفُ الرِّيشَ حاتِمَا
وأما صاحب اللسان فقد روى بیت شُتَيم بن خُوَيلد :
أطَعْتَ اليمينَ عِنَادَ الشِّمَالِ
تُنَحِّي بحَدِّ المَوَاسي الحُلُوقَا
ثم نقل عن ابن بري أنه قال في تفسيره : « وقوله : أطعتَ اليمينَ عناد الشِّمال ، مثلٌ ضربه ، يريد : فعلتَ فعلاً أمكنت به أعداءنا منا ، كما أعلمتك أن العرب تأتي أعداءها من ميامنهم . يقول : فجئتنا بداهية من الأمر » ، والصواب أن قوله : « غُرَيِّبَ إبْطِ الشِّمال » معناه : غـراب الشـؤم ، و
« إبط » مضاف إلى « غُرَيِّب » كما هو بَيِّن .
وقوله : « تُنَحِّي لحـدِّ المَوَاسـي الحلـوقـا » ، في اللسان ومعجـم الشعـراء ، ونسـخ الحيـوان غيـر واحدة منها « بحد المَوَاسي » ، وهـي روايـة جيدة . وقوله : « تُنَحِّي » أي توجهه ، أو تحرفه نحوه ، يقول : إنما جئتنا بالذبح وبالموت .

#معجم_محمود_شاكر