Get Mystery Box with random crypto!

قالت: ليتني أستطيعُ أن أكون عند ظنك بي يا سيدي، بل ليتني أستطي | عمالقة الأدب العربي المعاصر الرافعي المنفلوطي محمود شاكر الإبراهيمي

قالت: ليتني أستطيعُ أن أكون عند ظنك بي يا سيدي، بل ليتني أستطيع أن أُقاسمك هذه الهموم والأحزان التي تُعالجُها، أو أحتَمِلُها عنك جميعها حتى لا أراك بين يديَّ إلا باسمًا متطلقًا في جميع آنائك وساعاتك.
إنني أمَتُك الوضيعة المسكينة يا سيِّدي، وليس لفتاةٍ مثلي أن تسألك عن سبب هُمومك وأحزانك، ولكنني أستطيع أن أضرع إليك أن تُسَرِّيها عن نفسك، وتهونها عليك، فأنت رجلٌ فاضلٌ شريف، وقد قلتَ لي قبل اليوم: «إنَّ الرجل الفاضل الشريف يعيش من شرفه وفضيلته في سعادةٍ لا يهنأ بمثلها الملوك في قصورهم.»
قال لها: ومن أين لك أنني رجلٌ فاضلٌ شريفٌ؟
قالت: لو لم تكن كذلك لما أحببتُك!
فابتسم قليلًا وقال: إذن أنتِ تحبينني يا ميلتزا!
قالت: نعم يا سيِّدي، أكثرُ من كل شيءٍ في العالم، ولولا كرامة أُمِّك عليك وجلال ذكراها في قلبك لقلت لك: إنها ما كانت تحبك في حياتها أكثر مما أحبك اليوم! ⁦

الأديب الكبير مصطفى لطفي #المنفلوطي