2020-01-09 12:52:41
لاحظنا هذه الأيام تعاطفاً جميلاً مع غابات الأمازون في قضية الحرائق، وتعبيراً عن قلق متزايد من الآثار السلبية على مناخ الكرة الأرضية، وأن ذلك ربما يفضي إلى تغييرات مؤذية، وهذا القلق في حد نفسه أمرٌ في غاية الأهمية، إذ إن الحرص على مستقبل آمن للمجتمع البشري من الأمور التي تستدعي الاهتمام والاعتناء وبذل الجهد في سبيل ذلك.
ولكن المؤسف أننا لا نلحظ أو لا ندقق في التغييرات الأخلاقية والسلوكيات الاجتماعية التي تنتجها «حرائق» الغرب، والتي تدمّر المجتمع البشريّ على الصعيد الذاتي والأسري والاجتماعي، وربما بسبب قلة الاهتمام ننجرف خلف تلك الأوهام، ونلعق بعض العسل المسموم عن غير دراية. كل ما تفعله الحضارة الغربيّة الماديّة هو أنّها تمارس العبث بالنظام الفطري الذي فُطر الإنسان عليه كما أن الحرائق تعبث بالنظام البيئي وتهدد توازنه وانتظامه،.. ألا يشعر بعض المنبهرين بالنموذج الغربي أنّ حرائقهم التي تعبث بالنظام الفطري أخطر من حرق غابات الأمازون؟
على مستوى الأسرة؛
من يتحمل مسؤولية التفكك الأسري والعقوق وتحجيم السلطة التربوية للآباء وامتلاء دور المسنين؟
على مستوى الأمن الجنسيّ؛
من الذي يتحمل مسؤولية الحرية المطلقة في إتاحة ذلك الأمر، مع ما يخلّفه من أمراض جسدية وإجهاض إجرامي وآفات اجتماعية تهدد تماسك الأسرة؟
من فكّر بمساءلة الشركات الغربية على إنتاج آلاف الأفلام الإباحية مع قطع الأطباء بضررها؟ ألا يستشعر هؤلاء خطر وضرر حرائق مواقعهم المؤذية والمفسدة؟
على المستوى السياسي؛
ألم يشعر المجتمع الغربي بخطورة «حرائق» اليمن؟ والله لو اكتفينا بهذا السؤال لكفانا، مع أن مخازيهم في عالم السياسة أكثر من أن تُحصى! ولو لم يكن عليهم من عارٍ سوى حرب اليمن لكفى ذلك ليلطّخ وجوههم بالعار إلى أبد الدهر!
وهكذا بالنسبة للمجال الاقتصادي، والمجال الأخلاقي، حيث أفسدوا السلوك الفطري المعتدل، وابتلي العالم بجشع الرأسمالية وسحق طبقة الفقراء وتشجيع ثقافة الاستهلاك التّرفي، وغير ذلك من مصائب المجتمع الذي شوّه الشيطان فطرته ودفعه إلى قلب حياة الآخرين إلى ضنك وعناء!
إن الحرائق التي أشعلها المجتمع الغربي بنصبه لأولئك الساسة قد امتدت إلى منطقتنا على كافة المستويات، وهي حرائق خانقة إلى حدّ الموت، ولكننا بالكاد نستشعر خطورة تلك السياسات، وربما قام بعض المغفلين بجلد الذات وتمجيد تلك الحضارة لرقيها المادي فقط، غافلين عن حرائقهم التي أفنت سعادة البشرية ودمّرت مستقبل عشرات الشعوب في آسيا وأفريقيا.
26 views09:52