2022-08-22 23:02:26
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله قال ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، ﻭﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩﺕ ﻋﻦ ﺷﻲء ﺃﻧﺎ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺗﺮﺩﺩﻱ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻳﻜﺮﻩ اﻟﻤﻮﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻛﺮﻩ ﻣﺴﺎءﺗﻪ ) رواه البخاري .
هذا حديث عظيم ونفعه كبير اجتمع فيه عقيدة المؤمن و فقه الأولويات و الفريضة والنوافل والتقرب الى الله
وغيره من الامور المهمة في حياة المسلم
من عادى لي وليا :
ماهي الولاية :
الولي ضد العدو ، والمراد بولي الله: العالم بالله
قال سبحانه :
(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)
[سورة يونس 62 - 63]
فوصفهم بوصفين :
-الايمان
-والتقوى
وقد قيل : من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا
ولذا نالوا هذه الولاية
والولاية ولايتان :
-ولاية عامة
-ولاية خاصة
فلكل مؤمن نصيب من الولاية وليست حكرا على أحد وإنما بمقدار ما يحمله من ايمان وتقوى
فالولاية العامة للمقتصد والظالم لنفسه
والولاية الخاصة للسابق بالخيرات
ولذا قال ابن مسعود : أولياء الله الذين رؤوا ذكر الله
قال ابن تيمية رحمه الله :
والناس ثلاث درجات :
-ظالم لنفسه العاصي لأمر الله أو فاعل للمحظور
- المقتصد : المؤدي للواجبات والتارك للمحرمات
-السابق بالخيرات : المتقرب بما يقدر عليه من فعل الواجب والمستحب والتارك للمحرم والمكروه
فقد آذنته بالحرب : في هذا تهديد شديد في معاداة أولياء الله
والأذن بالحرب من الله توعد بالهلاك والخسران لأن الله تعالى لا يغلبه غالب وأخذه أليم شديد
ومن ذا يحارب الله وهو القوي العزيز
فدل على وجوب ولاية من يوالي الله ومعاداة من يعادي الله
وهذه هي عقيدة الولاء والبراء
قال ابن عباس : من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك "
فنحب المؤمن على قدر إيمانه ونبغض العاصي على قدر معصيته
ونبرأ من الكافر ونعاديه لكفره
ومن المؤسف أن ترى في زماننا من يحب الكافر أكثر من المؤمن العاصي أو يحب المؤمن العاصي أكثر من حبه للمؤمن التقي والله المستعان
ثم ذكر أسباب الولاية فقال :
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه .
إذن الفريضة أحب شيء إلى الله
سواء كانت هذه الفريضة من فرض العين كالصلوات الخمس
أو فروض الكفايات كصلاة العيد والاستسقاء وغيرها
ففي آداء الفرائض ذل العبودية لله تعالى والاتيان بها على الوجه الأكمل مما يحب الله ويرضيه ولذا تجدي لا يقول : صلو وزكو
بل تجدي : أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ؛ حتى تكون على الوجه الأكمل
ومن أتى بالفريضة المكتوبة عليه فقد أدى ماعليه أخذنا في الاربعين سابقا ذلك الرجل الذي قال للنبيﷺ أرأيت لو أحللت الحلال وحرمت الحرام وصليت المكتوبات وو ... ولم أزد على ذلك شيء أأدخل الجنة قال : نعم
فاحرص على آداء الفريضة وإن حصل خلل فهات السنن ترقعها
والعبد لايزال يتزلف لربه ويعمل ما يقربه من الله ويحببه إليه ولذا قال :
ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
والنوافل : كل محبوب لله غير مكتوب
وسميت نافلة لأنها تعقب الفريضة
فإن لم تؤدى الفريضة لم تحصل النافلة
فإذا كان كذلك فهذا هو القرب المؤدي للحب
اذن إن أردت الحب والولاية فعليك بالفرض والنفل ولن تنالهما بغير هذا
والنافلة كل مالم يفرضه الله على العبد كصلاة الضحى والوتر والعمرة والصدقات غير الواجبة والصيام غير رمضان وهو كل ما يخالف البدعة أو ما نسميه سنة
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده الذي يبطش بها ورجله التي يمشي بها :
قلبه ممتلي بحب الله ، فزال من قلبه كل ما سواه ولم يبقى له من نفسه شيء (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
فإن تكلم تكلم لله وإن نظر نظر لله وإن مشى مشى في مرضاة الله فكل حركاته وسكناته وصمته وكلامه لله رب العالمين
فالله يحفظ سمعه وبصره وجوارحه ان تقع على ما حرمه أو تنال يده مالا يرضيه أو تمشي رجله لما لايحل
وفي هذا مجاهدة عظيمة ومرتبة شريفة لا ينالها الا الاتقياء الانقياء
ففيه معنيان :
-لا يعمل الا في ما يرضي الله
-او توفيق الله للعبد ألا يعمل الا فيما يرضيه
ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه .
السؤال سؤال المطلوب
والاستعاذة النجاة من المرهوب
فهذا مجاب الدعوة متحقق العطاء قد يؤجل طلبه لكنه باقي
ولاشك تلك منزلة عظيمة عند الله لأولئك المقربين أهل الولاية الذين لا ترد دعوتهم كأنبياء الله سليمان ويونس وأيوب وغيرهم فكل سأل وأجيب
وهذا وعد من الكريم لايرد
https://telegram.me/amlalhumedi
1.0K viewsأمل الحميضي, 20:02
أ
