2022-06-19 19:13:36
(الخوف والتوكل)
الخوف له أسباب كثيرة:
فقد يكون بسبب تجربة جديدة، تقدم على أمر جديد بالنسبة لك؛ فيأتيك من الخوف ما يشعرك بأن قلبك قد اعتصر،
أو قد يكون هذا الخوف بسبب تجربة سابقة لك مخيفة، تريد أن تخوض مثلها الآن؛ فتجد أنك تدخلها بِنَفس النَّفسية الأولى،
أو غير ذلك من الأسباب.
ماذا تفعل في مثل هذه الحالات؟
الجواب: تحتاج مباشرة إلى هذين الأمرين:
١- أن تَشُل تفكيرك تمامًا، لأنه في لحظة الإقدام على أمر جديد يَضعك الشيطان في مَخرطة، وقد لا تستطيع حتى أن تَقف على قدميك مِن كثرة ما يرتع الشيطان في داخلك، فأوقف تفكيرك تمامًا، واجعل كُل ثُقلَك على فِعْل التفويض.
٢- ثم تطلب مِن وَكيلك أن يُلهمك ويُرشِدَك الخطوة المناسبة، وسترى كيف يُهيّئ لك أسبابًا لإصلاح الحال لا تكون في حسبانك.
أمثلة:
أريد أن أنتقل مِن بيت إلى آخر، وفي ذهني قائمة عريضة من الوساوس والأفكار عن أن فلانًا انتقل من بيته ثم مات، وفلانًا انتقل من بيته وحصل له كذا، فَتذهب إلى بيتك وفي ذِهنك هذه الخريطة الذَّهنية كلها، وتشعر بأنك خائف منه على قدر ما يمكن أن تفرح به، وهذه مشاعر موجودة حقيقةً، وأحيانًا كثيرة لا يتمتع الذي بنى البيت به، ويتمتع به أولاده الذين لا يحملون هذه المشاعر، لأنه قد أصبح بالنسبة له هَمًّا كبيرًا!
مـــاذا تفعل لترتاح من هذا؟
شُل تفكيرك، ووكِّل الأمر لله، أوقف الوساوس، وقل: (أنت يا رب الذي تنزل البركات على البيوت وعلى الأبناء والأزواج، فأنزل بركاتك).
تتزوج المرأة بزوج لا تعرف ما هي نفسيته، وقد يكون في قلبها خوف منه، وتريد من قلب زوجها ميل وعاطفة، وليس شرطًا أن يكون زوجًا جديدًا؛ بل ربما يتغير الزوج بسبب ظروف أحاطت بالحياة،
فماذا تفعل؟
تُوكِّل الله على إصلاح قلبه، توكِّل الله أن يعود به إليها عودًا حميدًا، ومِثله الأولاد؛ إذا رأت أنهم قد تشتتوا توكِّل الله أن يرُدّهم إليها ردًا جميلًا، فهو مَالِك قلوبهم جميعا، وهو مالك كل شيء.
إذا علِمْت أنّه سبحانه مالِك كل شيء، وأنه الغني الكريم الذي يعطي ولا ينقص عطاؤه من ملكه شيئًا؛
فما الذي يجعلك تطلبين إصلاح الحال من الفقراء؟!
لو جِئتِ لهذا الزوج الذي تغيّر عليكِ، وطرقتِ بابهُ، وقلتِ: (تعال نتفاهم)؛ فهذا التفاهم الذي هو حَلٌّ في العادة قد يضع حَاجزًا جَديدًا وكبيرًا بينك وبينه، لأنك في النقاش ستقولين كلمة وهو يقول كلمة، ثم تخسرون بعضكم مِن جديد، وتعيدون النقطة مرة أخرى إلى بدايتها،
وهذا لا يعني أن لا نتفاهم؛ بل يعني أن نفهم الفاصل، وهو أنه لابد من التفويض قبل أن نتقدم لأي خطوة..
82 views16:13