Get Mystery Box with random crypto!

إحدى عشرة زوجة ولم يملأ مكانها في قلبه أحد! يترك مكة كلها إلى | تعالوا نملأ بيوتنا حب

إحدى عشرة زوجة ولم يملأ مكانها في قلبه أحد!
يترك مكة كلها إلى غار حراء وقد حببت إليه الخلوة فقد كان يُطهى على نار القدر الهادئة لينضج ويستلم قيادة
البشرية
ولما بلغ الأربعين كانت السماء قد قضت أن يبعث سيد الأرض!

ولم يكن غريباً أن يبعث الأمي ب«اقرأ» ، فهذا الدين أرّید به أن يقلب الأرض رأسا على عقب!
نزل من الغار يرتعد من هول اللحظة ، ويرتجف من برد التجربة
كان عنده قبيلة كبيرة ...
وأقرباء كثر ...
وأصدقاء مخلصون ...
ولكنه ذهب إلى خديجة ، ودفن رأسه في حضنها ، كأنه يقول لها : أنتِ قبيلتي!
وكانت قبيلته ...

دافعت عنه حتى آخر جندي من جيش الحنان في صدرها!
وطمأنته : والله ، لا يخزيك الله!
ويوم ماتت ، سمي ذلك العام كله عام الحزن ، وكانت الأرض كلها لا تصلح أن تكون عزاء له ، فدعاه ربه إلى السماء ليعزيه بها!

وظل من فرط الوفاء يذكرها ، فتغار منها عائشة وهي في قبرها
فتقول له : أما زلت تذكرها وقد أبدلك الله خيراً منها
فيقول لها : والله ما أبدلني الله خيرا من خديجة!
أبعد هذا الحب حب ، وبعد هذا الوفاء وفاء؟!
لا يطيب خاطر حي على حساب ميت ما زال حيا في قلبه!

وفي آخر أيامه ، وقد تجاوز الستين قليلاً ، يری نسوة وقد بلغن الثمانين إلا قليلاً ، فيخلع رداءه ليجلسن عليه ، ويقول لمن حوله مبدداً اندهاشهم : هؤلاء صويحبات خديجة!
لم يكن يحبها فقط ، كان يحب كل من أحبها أيضاً كل شيء يذكره خديجة يخزه في قلبه ، ويبكيه ...

وعندما وقع زوج ابنته أسيراً يوم بدر ، وأرسلت عقدة كانت قد ورثته من أمها تفتديه بها ، بکی لما رأى العقد ، واستسمح المسلمين أن يعيده إلى صاحبته ، وأرسل إلي ابنته موصية : لا تفرطي بعقد خديجة!

مدرسة هذا الرجل في كل شيء ...

#رواية نبض