كُلَّما تصوَّرت هذا التكليف، شعرتُ بالثِّقل في قلبي، و لو لا استشعاري لمعية الله لانكسر ظهري. هذا الدين جميل جداً و قد ازدهرت حياتي به، لم يكُن يوماً أمرُه محرج و لا تكاليفه قاسية، و لا فروضه مستحيلة. كيف يُمكنني أن أُسلِّمُهُ لكم كما هو في قلبي ؟ ربيعٌ أخضَرٌ سمائُه زرقاء و ماؤه عذبٌ طاهِر، و التسابيحُ كتغريدِ العصافير تبعثُ السكينة في الروح و صوتُ القُرءآن عبقُهُ الروح و الريحان.
يا ولدي، أنا عليَّ أن أُسلِّمك الرسالة ليُعبد الله وحده في القرون القادمة الَّتي ستخلو مني و منك و ستكون لأجيال أُخرى لا نعرِفُ ملامِحها، لنكُن ولو مقدار حصاة في هذا البناء العظيم، لنكُن ذرة رملٍ حتى.. لنكُن أي شيء لأنَّ ذلِك أفضل من أن لا نكون!