2023-04-16 14:49:05
فیزیاء الخلق
هل أنّ حقیقة الخلق وابتداؤه هو حصول انفجار کبیر کما اشتهر في العقود الأخیرة وأنّ هناک مادة أولی مضغوطة انفجرت وصارت تنتشر في الفضاء وتتوسّع في الخلاء .
من الممکن التساؤل وطرح السوال أنّه هل کان الفضاء والخلاء موجوداً من الأوّل والانفجار هو انتشار وتوسّع داخل ذلك الفضاء وإذا کان موجوداً فالسؤال الحقیقي عن الخلقة هو سؤال عن کیفیة إیجاد الفضاء والخلاء، فهل
هو بواسطة انفجار مسبق أو هو نفس الانفجار الکبیر؟
هل أنّ الانفجار یعني إیجاد مستمر للخلاء والفضاء لم یکن له وجود في السابق . ولکن سوف یسأل هل أنّ ذلك بحاجة إلی وجود مکان مسبق وإذا کان موجوداً یتحوّل السؤال إلیه وانّه کیف وجد هل وجد بانفجار مسبق أو إنّ نفس الانفجار الکبیر یعني أو یلازم إیجاد مکان باستمرار لم یکن له وجود سابق وإنّ المکان لا یکون في مکان ولا یحتاج إلی ظرف مسبق وإلّا لانتقل الکلام إلیه .
وهذا الحال جار في الزمان أیضاً ولکن بشکل أشد وأکثر حساسیة.
نحن فرضنا أنّ الوجود هو کلمة وأنّ الله تکلّم بکلمة صارت نوراً فخلق من ذلك النور ما خلق.
فهل أنّ نظریة الانفجار الکبیر مستوحات من التوسّع:
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ . أو أنّه تحرّر طاقة من مصدر الطاقة الأوّل یعني الله سبحانه مع شيء من التحفّظ وهل الکلمة هي الطاقة او نوع من الطاقة وأنّها أمواج منتشرة کالذي یحصل في کلّ انفجار باعتبار أنّه صوت هائل .
إنّ الله تکلّم بکلمة أي صوت ینبغي أن یکون هائلاً یکون هو الایجاد والوجود وهو ما یتناسب مع قدرة الله فهو أقوی من کلّ قوی فلابدّ أن تکون کلمته هي أقوی کلمة وتصویته أقوی تصویت یشبه انفجار هو أقوی انفجار وأقوی ارتجاج وانبعاث أمواج .
هذا قابل للتصوّر ولکن هل أنّ هذا حقیقة الکلمة والخلقة أو لا یکون هناک تلازم بین عظمة الله وعظمة الکلمة والصوت، فلابدَّ من معرفة طبیعة کلام الله.
فإنّه تعالی حین کلّم موسی علیه السلام قارنه وجود نار، قال:
إِنِّي آنَسْتُ نَارًا، نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا، فهو یشبه الانفجار من هذه الناحیة ولکن هل کان بنحو الانفجار والصوت المهیب أیضا لا أظنّ ذلك إذ لم یسمع الصوت غیر موسی ولم یسمع الصوت حتّی أهله القریبین حیث قال:
فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ، أي کانوا قریباً من الطور وجانب الطور حیث رأی موسی النار فذهب لیقتبس منها .
ثمّ إنّ عیسی هو کلمة الله لا نجد له صوت مهیب ولا انفجار سوی انفجار معنوي لأنّه ولد من غیر أب لیتردد ذلك فی أسماع التاریخ .
فبعد احراز الانتشار والتطایر والتوسّع قد لا یتحتم کونه بنحو الانفجار فقد یکون بنحو الکلمة والصوت الصادر الذي یتحرّك وینتشر ولکن لا یوجد انفجار .
والذي ینفي الانفجار التعبیر بالکلمة وعدم التعبیر بالانفجار فیظل ککلمة بصفاتها أو ما یشابهها وهو یعني أنّ الخلق یحمل صفات الکلمة بشکل أتم ولیس صفات الانفجار .
وبذلك نبقی نتابع الأدلة وما هو المستفاد منها مع إمکان فرض الانفجار الکبیر الذي یحتاج إلی حقیقة أخری هي حقیقة الفتق قد تأتي الإشاره إلیها .
#الفيزياء_الإسلامية
مكتب آية الله تبريزيان
https://t.me/maktabayatollahtabrizian
364 views11:49