2022-06-19 10:44:02
في بيان حقيقة بسط العُمر والرَّزق بالطاعات
عن أنس بن مالك - رضي اللَّه عنه - ، قال : سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول : " من سرَّهُ أن يُبسط له في رزقه ، أو يُنسَأَ له (*) في أثره(**)، فليصل رحمه ". بخاري (٢٠٦٧)
(*) يؤخر
(**) عمره
يقول شيخ الإسلام له : «والأجل أجلان : أجل مطلقٌ يعلمه اللَّه ، وأجلٌّ مقيدٌ ، وبهذا يتبين معنى قوله ﷺ : «من سرَّه أن يُبسط في رزقه ويُنسَأ له في أثره فليصل رحمه »؛ فإنَّ اللَّه أمر الملك أن يكتب له أجلًا وقال : إن وصل رحمه زده كذا وكذا ، والملك لا يعلم أيزداد أم لا؟ لكن اللَّه يعلمُ ما يستقر عليه الأمر ، فإذا جاء الأجل لا يتقدّم ولا يتأخر » . المجموع (٨-٥١٧) .
• وسئل عن الرزق هل يزيد وينقص؟
فقال: «الرزق نوعان : أحدهما ما علمه اللَّه أنّه يرزقه ، فهذا لا يتغير .
والثاني : ما كتبه ، وأعلم به الملائكة ، فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب » المصدر السابق
«فالأسباب التي يحصل بها الرّزق هي من جملة ما قدّره اللَّه وكتبه فإن كان قد تقدّم بأن يرزق العبد بسعيه واكتسابه ألهمه السّعي ، والاكتساب ، وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب ، وما قدّره له بغير اكتساب ، کموت مورثه يأتيه بغير اكتساب » . المجموع (٨-٥٤٠) .
وقال الشيخ ابن باز « والأظهر أنَّ جميع أنواع القدر كلها موجودةٌ في أُمِّ الكتاب ، فما كان منها مُعلّقاً على أسبابٍ وُجد عند وجود السّببِ ، وما كان غير مُعلّقٍ وقع في وقته لا يتقدّم ولا يتأخر ، والعبدُ مأمورٌ بفعل الأسباب ، وأداء الأوامر ، وترك النّواهي ، وكلٌّ ميسرٌ لما خُلق له ، كما قال النّبي ﷺ لما ذكر القدر وسأله الصحابة بقولهم ففيم العمل؟ قال: «اعملوا فكلٌّ ميسرٌ لما ..» " .
الإيمان بالقضاء والقدر (١٢٧)
160 views07:44