2017-07-14 08:41:24
بنغازي اللِّيبيّة الأبيَّة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فسرنا نبأ سقوط مدينة بنغازي في جمهورية ليبيا بأيدي الجيش الليبي وأيدي أهلها هذه الأيام، وتحريرها تماماً من الفئة الضالة "الخوارج":
[إخوان، وقاعدة، ودواعش، ومرتزقة] .
فمثل هذا النصر؛ يفرح به المسلمون، كيف لا؛ وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(العَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلاَدُ، وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ).
أخرجه البخاري (6147)، ومسلم (950).
ولاشك أن "الخوارج" أقل شأنيهم؛ أنهم فُجّار، وقد فرح السلف بمتقل بعض رموز الخوارج وأهل البدعة من مرجئة، وجهمية وغيرهم.
فقد فرح عليُّ بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ورجاله بمقتل الخوارج في "النهروان" حتى كان يتفقد القتلى يريد التأكد هل من بينهم "ذو الثُّديَّة"، قال ابن تيمية :
"وَقَاتَلَهُمْ – أيْ: الخَوَارِجَ- أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَذَكَرَ فِيهِمْ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَضَمِّنَةَ لِقِتَالِهِمْ، وَفَرِحَ بِقَتْلِهِمْ، وَسَجَدَ لِلَّهِ شُكْراً؛ لَمَّا رَأَى أَبَاهُمْ مَقْتُولاً؛ وَهُوَ ذُو الثُّدَيَّةَ".
"مجموع الفتاوى" (20 / 395).
قال عَبْد الرّزّاق الصنعاني عندما جَاءَه مَوْتُ عَبْدِ المـَجِيْدِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد الأزدي ؛ كان رأساً في الإرجاء - سَنَةِ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ :
"الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَرَاحَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مِنْ عَبْدِ المَجِيْدِ" .
"تاريخ الإسلام" (14 / 125 / 258)، و"سير أعلام النبلاء" (9 / 435) ، و"ميزان الاعتدال" (2 / 649 / 5183) جميعها للذهبي، وتهذيب الكمال (18 / 275) للمزي .
وقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ – أحمد بن حنبل - :
الرَّجُلُ يَفْرَحُ بِمَا يَنْزِلُ بِأَصْحَابِ ابْنِ أَبِي دُؤَادَ؛ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ إِثْمٌ ؟
قَالَ: "وَمَنْ لَا يَفْرَحُ بِهَذَا ؟".
"السنة" للخلال (5 / 121 / 1769).
فالفرح بنصر المؤمنين مشروع وممدوح غير مذموم ، ولكن لا يُقام عليه احتفالات ومهرجانات ، وقد يتحول الأمر إلى مظاهر فسق والغناء ونحوه، كل هذا محذور شرعاً، ومردود على أصحابه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ).
رواه أحمد (6 / 180، 256)، والبخاري معلقاً مجزوماً (2 / 753 و 6 / 2675). ومسلم (1718) .
ومما يجد التنبيه عليه بعد هذا النصر:
أن ينظر أهالي بنغازي خاصة وليبيا عامة إلى أمر الله وأمر رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالإتفاف حول ولي الأمر والتعاضد معه، وأن يسمعوا ويطيعوا له في غير معصية الله أياً كان ممن تولى الحكم على البلاد ، حتى وإن كان في نفسه فاسقاً عاصياً لله ، فمعصيتُه لا تستدعي ولا تستلزم عصيان أوامره ما لم يأمر بمعصية ، حتى لو أمر بمعصية ؛ فلا يجوز الخروج عليه ولا التحريض على ذلك ، ولكن لا يُطاع عليها.
هذا والله أعلم .
كتبه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي.
الأحد 15 / شوال / 1438هـ
═════ ❁✿❁ ═════
السلفية في ليبيا
منهجنا الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
https://telegram.me/assalafiainlibya
265 views05:41
ا
