Get Mystery Box with random crypto!

تابع وأما من كان مظهرا للفسق مع ما فيه من الإيمان كأهل الكبا | قناة عبدالرحمن السديس

تابع

وأما من كان مظهرا للفسق مع ما فيه من الإيمان كأهل الكبائر= فهؤلاء لا بد أن يصلي عليهم بعض المسلمين، ومن امتنع من الصلاة على أحدهم زجرا لأمثاله عن مثل ما فعله كما امتنع النبي ﷺ عن الصلاة على قاتل نفسه وعلى الغال وعلى المدين الذي لا وفاء له، وكما كان كثير من السلف يمتنعون من الصلاة على أهل البدع= كان عمله بهذه السنة حسنًا.
وقد قال لجندب بن عبدالله البجلي ابنُه: إني لم أنم البارحة بشما! فقال: أما إنك لو مت لم أصل عليك! كأنه يقول: قتلت نفسك بكثرة الأكل.
وهذا من جنس هجر المظهرين للكبائر حتى يتوبوا؛ فإذا كان في ذلك مثل هذه المصلحة الراجحة= كان ذلك حسنًا،
ومن صلى على أحدهم يرجو له رحمة الله ولم يكن في امتناعه مصلحة راجحة= كان ذلك حسنًا،
ولو امتنع في الظاهر ودعا له في الباطن ليجمع بين المصلحتين= كان تحصيل المصلحتين أولى من تفويت إحداهما.
وكل من لم يعلم منه النفاق وهو مسلم= يجوز الاستغفار له والصلاة عليه؛ بل يشرع ذلك ويؤمر به، كما قال تعالى: {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}.
وكل من أظهر الكبائر= فإنه تسوغ عقوبته بالهجر وغيره حتى ممن في هجره مصلحة له راجحة فتحصل المصالح الشرعية في ذلك بحسب الإمكان. والله أعلم». اهـ.

وقد قرر شيخ الإسلام رحمه الله نحو هذا المعنى في مواضع كثيرة.
والحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله محمد.


-----------
(1) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، دار اللؤلؤة، ط1، حاشية ص103-104.