Get Mystery Box with random crypto!

- الحمدلله، أنا أحب أطفالي جداً وأشعر بنعمة الله علي بهم، ولا | أطفالنا 👶🏻

- الحمدلله، أنا أحب أطفالي جداً وأشعر بنعمة الله علي بهم، ولا يمكن أن أستبدل الدنيا بالنظر في ضحكاتهم ولو لثوان…
لكن..
أشعر أنني لا أستطيع هذه الفترة احتمال أي خطأ منهم، لا أعلم لماذا أجدني على حافة الانفجار أمام أي تخريبٍ أو عنادٍ ربما يكون طبيعياً منهم.. اليوم سكب ابني ذا العام الواحد الحليب فوجدتني لا أستطيع إمساك أعصابي حتى صِحتُ عليه وشعرت ببراكين في صدري وأنا أمسح الأرضية.. ماالذي يحصل لي؟ هل أتحول إلى أمٍّ سيئة؟ أم أنني كما يقولون أحببتهم كثيراً حتى وصل بي الأمر لأن أصطدم (زيادة) بأخطائهم؟ لعلي ضحّيت كثيراً لأجلهم فصارت أخطاؤهم العادية أكبر من أن أحتملها!

-

= صديقتي.. لا بأس عليكِ.. ارحمي نفسك قليلاً أولاً، لا تبالغي بالتعميم ولا تتسرعي مباشرة بالحكم على نفسك بالانحدار، لا تدخلي بالتحليل ولا بالتشكيك بالقرارات التي أخذتيها من قبل بناءً على الاستشارة والخبرة والنظر في المعطيات كلها وتقييمها.. لا تسمحي لكلام مجموعات الفيس بوك وغيرها أن يتسلل إلى قلبك ولا تظني أنك على منحدرٍ زلقٍ لمجرد أن بعض الأخطاء أو علامات الضيق بدرت منكِ..

والحقيقة.. أننا جميعاً كأمهات نمر بفترات ضعف، جميعنا عندنا أوقات لا نستطيع فيها احتمال أي إزعاجِ إضافي، جميعنا نتعب ونصل لذلك لظروف وعوامل عديدة.. وهذا الذي تصفين مررتُ به، والذي أجتهد نحوه هو أن أفهم أسبابه فأقلل تكراره، وكذلك أن أخفف أثره حين يحصل وأجاهد نفسي لئلا أفعل ما لا أرضاه أو ما أندم عليه حين أهدأ..

أما عن الأسباب التي أظنها لهذه الفترات..

- فربما تكون أنك أرهقتِ نفسكِ بكثير من المهمات في وقت واحد (دوراتٍ كثيرة، واجباتٍ عائلية واجتماعية زائدة عن طاقتك، اختيار تحضير طبقٍ صعب في يوم فيه كثير من النشاطات لأطفالك..)..

- ربما لم تأخذي ترويحك منذ مدة طويلة، لم تقضي أي وقتٍ دون الأطفال منذ زمنٍ، لم تسترخي قليلاً عن مسؤولياتك خلال المدة الأخيرة (والحاجة لذلك متفاوتة بين الناس)..

- ربما هناك مرحلةً نمائية معينة يمر بها أحد أطفالك وفيها زيادة فضول أو ميل نحو الاستقلالية، والخليط بينها وبين شخصيته أو مراحل في تعليم إخوته أو ازدحام نشاطاتهم جعلت التعامل مع هذا أكثر مما تطيقينه أو تستطيعين التركيز فيه، والحل لذلك هو ضرورة طلب العلم في التربية وفهم السمات النمائية ولو بصورةٍ عامة للأطفال، وكذلك استشارة أهل العلم في التربية إن تعقّد الأمر أو كان فيه ما يصعب عليكِ..

- ربما يكون قلبك مزدحماً بمشاكل أو أعباء كثيرة مرت عليك اليوم أو آخر مدة..

- ربما يكون الوقت الذي يضطرب فيه مزاجك في الشهر (من النساء من يضطرب مزاجها قبل الحيض، ومنهن أثناءه ومنهنّ بعده.. ومنهنّ من يصيبها ذلك في شهورٍ دون أخرى أو لا يصيبها أبداً)..

- ربما يكون اجتماع تأثرٍ فيكِ من كلماتٍ سمعتها من إحداهن في مكالمةٍ هاتفية أو جلسةٍ اجتماعية من نوع: “أما أنا فلن أضيع حياتي لأجل الأطفال الذين سيكبرون وينسوني”، أو ”حبيبتي كفاكِ سذاجة! زوجك يستطيع دفع تكاليف الحضانة لابنك ذي العام، اذهبي واعملي قبل أن تضيع شهادتك!” (=> ضرورة التهيؤ لتلك الصدمات والتدريب على الرد عليها)

- ربما هي صورٍ مرت عليك في السوشال ميديا أو مقارناتٍ أجراها ذهنك بينك وبين غيرك أو بين أطفالكِ وأطفال غيرك بوعي منك أو بدونه (=> ضرورة ضرورة إلغاء متابعة هؤلاء وعدم النظر فيما عند الآخرين)..

- ربما هو نقص في إيمانك بسبب تعجلك في الصلوات أو انشغالك الزائد بالدنيا (من تسوّق أو طعامٍ أو تزيين البيت..) خلال الفترة الأخيرة..

- ربما يكون مرضاً جسدياً أتعبك..

- ربما هو تعليق أحدهم على تربيتك لصغارك أو سلوكٍ بدر منهم..

- ربما هو غياب والدهم..

وربما اجتماع بعض من ذلك أو غيره مما يحتاج مزيد نظر لمعرفته..

لكن المهم أنكِ تنبهتِ للأمر الآن، والمهم أن نقترب من التخفيف منه ونقلل تكراره بالأخذ بأسباب الحلول المناسبة إن وجدت، أو اليأس منها والنظر في كيفية التعامل مع الظرف إن لم توجد (إن كان السبب هو سوء خلق أحد الأرحام المقربين مثلاً فالحل بإيجاد الطرق لتقليل الاحتكاك به والتعامل الصحيح معه سواء بالتجاهل أو المداراة أو غير ذلك..) (إن كان السبب هو غياب الزوج لسبب خارج عن طاقته أو لا يمكن حلّه، فيمكن زيادة التفرغ للأطفال والاستعانة بالصحبة الصالحة والبيئات الإسلامية الحاضنة والأقارب)، (إن كان حزناً أو ضيقاً عاماً فالدعاء والالتجاء لله ولكتابه، والترويح عن النفس ولو ببعض الوقت وحدك..)..

وأذكركِ ونفسي أننا لا نسمح لنفوسنا بمعصية الله في صغارنا حتى ونحن في أسوأ حالاتنا، لا ننتقم منهم بسبب كلامٍ سمعناه من الناس، لا نخرج ضيق صدورنا فيهم، وهذا يحتاج جهاداً للنفس واستحضاراً لمراقبة الله وصبراً وانضباطاً، ولا أخفيكِ أن الأمر صعب ولا يمكن وصفه إلا بأنه رحلةٌ في تزكية النفس مع هؤلاء الصغار الذين يثقون بنا ويتعلقون بنا ويريدون أن يحبونا ويفهموا العالم من خلالنا..