Get Mystery Box with random crypto!

إذا دخلتَ في حوار مع آخر وقلتَ رأيا لا يعجبه فكان رده أنك بهيم | Atheists café ☕️ مقهى الملحدين

إذا دخلتَ في حوار مع آخر وقلتَ رأيا لا يعجبه فكان رده أنك بهيم أو حمار أو كلب أو ابن زنا أو لقيط وغيرها من النعوت التي من شأنها التحقير والتي تعد سببا لانتقاصها من قدرك طبقا لقوانين الدولة الحديثة فبالتأكيد هذا الشخص من الوارد أن ينال عقوبة السجن خاصة إذا كان السبّ علنيا، ويتم وصمُه بالخروج عن القانون ما حَيِيَ.
هاهنا يبدأ التأصيل للعنف الديني المتجذر في الثقافة الاسلامية والذي ربما تتفرد به عن باقي الثقافات حيث أن الله الإسلامي هو من قام باستخدام مثل هذه الألفاظ ضد معارضي رسوله. 
الله والانسان، الخالق والمخلوق، علاقة تبادلية فالإنسان على صورة إلهه وشاكلته والدين وليد بيئته وبالتالي فالعلاقه بين الدين والمتدين علاقة شرطية غير قابلة للانفصام وفي منطقتنا هذه تحديدا يمثل الدين المكون الثقافي الأكبر وفي الكثير من الأشخاص ربما يكون المكون الأوحد لثقافتهم مما يجعل مصطلحات الإسلام والمسلمين غير ذات معنى، فالمسلم هو الإسلام بقدر ما أدرك منه ووعى وأثّر فيه وجدانيا وثقافيا.
رسول الإسلام بمجرد أن نزع شوكة قريش من ظهره وتمكّن من الهروب إلى المدينة، دخل بقرآنه مرحلة أخرى من العنف حيث صاحب العنفَ القولي عنفٌ مادي وصار هنالك ما يُعرف في التاريخ الإسلامي بالسّرايا والغزوات. السّرايا هي كتائب من المحاربين كان يرسلهم محمد لقطع الطريق وجلب الغنائم أو قتل المعارضين كعصماء بنت مروان وأم قرفة وغيرهما كثيرون مما لا يدع هنا وقتاً كافياً لسرده. التراث الإسلامي ليس نصوصا يمكن حذفها بقدر ما هي ثقافة ورؤية ونمطُ تفكير لم يعد بحاجة إلى أحاديث أو مرويات للرجوع إليها حيث أضحت ركنا أساسياً من دعائم الثقافة الإسلامية.
من إهانة المعارضين إلى قتلهم ومن احتضان الأكاذيب إلى فرضها بالقوة، والعداء للآخر أيا ما كان موقعه ومن التطلع نحو تعميم الإسلام على الكرة الارضية إلى كل الأماني بزوال الآخر وسقوطه وانهياره. "أحبك في الله وأبغضك في الله" مبدأ إسلامي يصنف العالم إلى فُسطاطَيْن؛ مسلم ومكروه. هذه الثقافة لا يتم إصلاحها بحذف أحاديث أو الاكتفاء بكتاب حيث أنها ثقافة أحادية تنضح بالعنف والكراهية ولا تستطيع التعايش في ظل النُظم الحديثة. العنف والغِلظة وكراهية الآخر وغيرها من السّمات الأساسية لثقافة الصحراء تظهر جلية في كافة تفاصيل الثقافة الإسلامية. لم يَسلم من هذه الكراهية شعب ولا فصيل. الشماتة تسيطر على الفكر الجمعي "إلا قليلا" في حادث تزاحم اليهود في إسرائيل. حتى ضحايا الموجة الثانية من كوفيد في الهند لم يسلموا من هذه الكراهية، كل تفصيلة تصبغها ثقافة تلك البيئة بما فيها الفكر التآمري. فمنذ القرون الأولى لم تتغير نظرة المسلمين للآخر وإلى يومنا هذا. لا يعرف المسلم ما يُدعى بثقافة الاختلاف حيث أن من لا يشاركه الرأي إنما هو كاره حاقد متآمر مشكك منافق وغيرها من النعوت التي صكّتها النصوص الأولى ولا تزال تهيمن على الفكر الإسلامي إلى يومنا هذا. الاختلاف في الرأي غير معروف سوى داخل البَوْتقة الإسلامية عدا ذلك فهو حرب على الإسلام. من يختلف مع المسلم في الرأي إنما عن سوء نية لا توجد احتمالات أخرى. على الرغم من كون التعميم مُخلاً ولكني أزعم أن ثقافةً مثل هذه لا ينجو من كراهيتها سوى من يتعامل معها بشكل سطحي ومع ذلك يظل صدره مُعرضاً لنيرانها عند تعمقه فيها بأية حال. تملك أن تختلف وتناقش وتنتقد أفكار ومعتقدات الغالبية العظمى من الديانات على هذا الكوكب إلا المسلمين الذين بالضرورة سيكون ردّهم بالغ العنف بداية بالعنف اللفظي إلى الاغتيال. هذا ليس بموجب أحاديث آحاد ولا نصوص ولكن بموجب ثقافة تحتاج إلى الوقت والجهد لتغييرها والكثير من الإخلاص والرغبة الحقيقية في إحداث هذا التغيير. هناك إشكالية حقيقية يجب أن نعيَها وندركها علّ ذلك يكون بداية فعلية للإصلاح. العَلمانية هي المفتاح.