2021-09-30 18:25:03
يقول بدر شاكر السيّاب في لميعة عباس عمارة |
ذكرتكِ يا لميعةَ والدجى ثلجٌ وأمطارُ
ولندنَ ماتَ فيها الليلُ ماتَ تنفسُ النور
رأيتُ شبيهة لك شعرها ظلمٌ وأنهارُ
وعيناها كينبوعين فى غابٍ من الحورِ
مريضًا كنت تثقل كاهلي والظّهر أحجارُ
أحن لريف جيكور
وأحلم بالعراقِ وراء باب سدّت الظلماء
بابًا منه و البحر المزمجر قام كالسور
على دربي
و في قلبي
وساوسُ مظلماتٍ غابت الأشياء
وراء حجابهن وجف فيها منبع النورِ
ذكرتُ الطلعةَ السمراءَ
ذكرتُ يديك ترتجفان من فرق و من برد
تنز به صحاري للفراق تسوطها الأنواء
ذكرتُ شحوبَ وجهكِ حين زمر بوق سيّارة
ليؤذن بالوداع ذكرت لذع الدمعِ في خدّي
ورعشةَ خافقي و أنين روحي يملأ الحارة
بأصداءِ المقابر والدجى ثلج وأمطار.
42 views15:25