أخي المسلم المؤمن .. عندي لك نصيحة .. أرجو من قلبي أن تسمعها ولو كنت في اعتقادك إبليس نفسه .. فإنّ الحقّ يقبل من كلّ أحد.
هالني ما أراه مؤخّرا من بعض المسلمين استعمالهم للضّحك في مواطن ينبغي للمؤمن أن يكون هيّابا عندها .. فقد بدأ الأمر بالسّخرية ببعض الجماعات .. فتحوّل إلى السّخرية من أقوال الفقهاء .. فارتفع للسّخرية من عقائد إجماعيّة عند المسلمين .. حتّى صار أن رأيت اليوم رجلا يدافع عن مذهبه فنزع بآية من كتاب الله لم يكتب غيرها في تعليقه .. فإذا بعضهم يتفاعل بزرّ أضحكني! وهذا وربّي منكر من أكبر المنكر ينبغي للمسلمين جميعا أن يتداركوه وينهوا عنه أكان مجترمه قريبا أو بعيدا عدوّا وخصما أو صفيّا حبيبا. ولتعلم يا موفّق أنّ جهاد الضّحك هذا ليس اكتشافا إن كنت تظنّه كذلك .. ولا هو مبتكر .. بل هو قديم كانت تستعمله الباطنيّة قديما.
فاسمع ما قال الإمام القاضي أبو بكر الباقلّاني عنهم في الكشف: "من حيلهم ضحكهم من أجوبة علماء المسلمين المعتمدة على اللّغة والعقل ونحو ذلك. ومـن موضوعاتهم التي نصبوهـا للحيلة على الضّعفاء: سؤالهم عن ما ذكرناه من تفسير القرآن وتأويله، ومعاني الشّرائع والعبادات، وأن يضحك داعيهم وأهل موافقتهم من جواب المسلم العالم المحقّ إذا تعلّق بموجب اللّغة وقضيّة العقل، وما روي عن أهل التّفسير ممّا هو حقيقة العلم، والتّمسّك بالدّين، فإنّه أيضا أحد الأدلّة على جهلهم وباطلهم، وبٌعد ما هم عليه من العلم والحقّ الذين يدّعونهما. وإن كان الهـزل بالمذهب، والضّحـك منـه، والتّضعيف لـه ولمعتقده دليلا على صحّته وثبوته؛ فيجب أن يكون كثرة ضحكنا منهم، واستهزائنا بعقولهم وآرائهم، والطّنز بهم، وشهادتنا وجميع أهل الإسلام وأهل الملل المخالفة للإسلام على كفرهم وركاكة ضلالتهم، ولهونا بهم، عندما يرونه من التّفاسير المضحكة، والتّرّهات العجيبة، دليلا على بطلان دينهم، وخروج الحقّ عنهم. فإن التزمـوا هذا ظهـر عجزهم وجهلهـم، وإن اعترفوا بـأنّ جميع ما يعاملهـم بـه مخالفوهـم من ذلك ليس بدليل على أنّ الحقّ معهـم، وإنّما هو خديعة وحيلة منهم على المغترّين بسخف جهلهـم ومخاريقهم، وهل يتصـوّر مـا يفعلونه من ذلك شبهة لكم، فضلًا عن حجّة إلّا من حلّ في السّخف وضعف العقل محلّكم؟!".اهـ
فاحذر يا موفّقا ترجو الله والدّار الآخرة وتظنّ أنّك تدافع عن دينه أن يكون عملك على ضدّ قصدك والله يرحمنا وإيّاكم ويهدينا ويهديكم سبل الرّشاد!
