Get Mystery Box with random crypto!

درة القلمون وشيخها .. الشيخ العلامة عبد القادر القصاب الشيخ | □ الحبيب أبو بَكر الهاشمي ♡

درة القلمون وشيخها ..

الشيخ العلامة عبد القادر القصاب
الشيخ عبدالقادر بن محمد بن حسين القصاب ولد في بلدة دير عطية في القلمون شمال دمشق عام 1847 م تلقى تعليمه الأولي على يد والدته الفاضلة ثم انتقل الى مدينة دمشق لينهل من علومها وليحضر دروس الشيخ عبد القادر الخطيب في المسجد الاموي ثم انتقل الى القاهرة ليلتحق بالازهر الشريف عام 1878 م لتلقي العلوم الدينية والشرعية ، وهناك لفت انظار معلميه من علماء الازهر فأجازوه كتابة في إجازات فردية وإجازة جماعية ( أربعة عشر عالما ) وأخذ يتعلم ويعلم في حلقات الازهر حتى ذاع صيته ووصلت أخباره الى الشام .
وفي العام 1897 م قرر العودة الى بلده وعند عودته من مصر خرج لاستقباله كبار علماء الشام وعلى رأسهم العلامة الشيخ محمد بدرالدين الحسني الذي طلب منه أن يقيم في دمشق ينفع الناس من علمه وكان جواب عبد القادر بأدب :
ولكني رجعت لأنفع أهل بلدي .
أول ما قام به الشيخ عبد القادر في دير عطية هو بناء مسجد وتأسيس مدرسة خاصة عام 1898 م وتعتبر من أوائل المدارس في ريف دمشق وهي مخصصة للعلوم الشرعية على غرار الازهر وتختص أيضا في علوم اللغة والدين ، ثم أسس الجمعية الخيرية ، ويدل بناء هذه المدرسة على سعة افق وعمق بصيرة الشيخ عبد القادر حيث أدت دورا كبيرا في تعليم وتثقيف ابناء القلمون بكامله وتلقي العلوم الحديثة بجانب العلوم الشرعية .
كان رحمه الله عالما وشاعرا له قصائد نشرت في كتاب ( العلامة الشيخ عبد القادر القصاب : حياته وشعره ونثره ) ، ومن أعماله ايضا ( الرحلة الازهرية تتضمن سيرة ذاتية لرحلته الى مصر ) وله أيضا ( رسالة في مدح النحو ) و ( قرة العيون بتحصيل مبادئ الفنون ) .
له مواعظ وخطب وحكم ورسائل جمعها كتاب ( عبد القادر القصاب حياته وشعره ونثره ) ، وله منظومة ( متن دليل الطالب في فقه الإمام أحمد بن حنبل - تحقيق الدكتور وهبي الزحيلي ).
كان رحمه الله شاعر غزير النظم تنوعت منظوماته بين التوحيد والفقه والرثاء ، شعره ينم على ثقافته الدينية الواسعة وتمكنه من علوم العربية والتفسير والحديث وعلاقاته الإنسانية والعلمية بشيوخه واتساع دائرة طلاب علمه وتلامذة مدرسته خارج وطنه ، كما تنكشف في كثير من قصائده خيوط من الحكمة والتأمل في الحياة النفس الانسانية .
توفي رحمه الله بعد ان اثرى بعلمه وكثرة تلامذته منطقة القلمون وغيرها من المناطق ، وكانت وفاته في العام 1941 م وقد رثاه عدد من كبار شعراء سورية .