ما هو 'أخطر' شيء على المسلمين؟ - عندما بدأت طلب العلم كنت أرى | □ الحبيب أبو بَكر الهاشمي ♡
ما هو "أخطر" شيء على المسلمين؟
- عندما بدأت طلب العلم كنت أرى أن الوهابية هي أكبر خطر يواجهنا، فأصبح حديثي عن الوهابيةصباحا مساء، وأحذر منهم أهلي وأصدقائي، بل كنت إذا تعرفت على أحد في الحافلة لا أنزل منها إلا وقد نبهته من خطرهم...
- ثم توسعت قراءاتي وطلبي للعلم، فتعرفت على الحداثة وما بعدها، فأدركت أنها أخطر بكثير من الوهابية، بل ما الوهابية إلا أحد تجلياتها، فأصبح أغلب حديثي في الدروس واللقاءات عن أثر الحداثة وما بعدها في الفكر الإنساني عموما، والإسلامي خصوصا...
- ثم لما بدأت أتعرف أكثر على فيزياء الكوانتم، وما يطرحه بعض المتأثرين بها من شبهات فلسفية، أصبحت أقحم كلمة "كوانتم" في أي جملة، وأقول لمن حولي إنه يجب علينا التنبه لهذه الشبهات لأنها "أخطر" وأدق ما يوجه إلينا الآن من شبهات...
- ولما تعرفت أكثر على المسلمين في الغرب، وأصبح عدد كبير من الإخوة الذين يحضرون معنا هم من أوروبا وأمريكا، وجدت أن مشاكلهم في الأغلب تدور حول نظرية المعرفة، ونظرية التطور، والدليل العقلي على وجود الإله،ومشروعية الحجاب، ومشكلة الشر، و دعاوى "إنسانية الدين"...إلخ فأكثرت الدروس والندوات واللقاءات العامة والخاصة للحديث عن هذه الموضوعات...
فالخلاصة مما سبق: هي أن الإسلام وضع إلهي مطلق متعالي لا خطر يحدق به، والإذعان له والانفعال به عرض بشري، تعتريه ما يعتري الإنسان من العوارض، وستبقى هناك الصوارف البشرية ما بقي هذا الكائن موجودا، وما يصرف زيدا عن الدين لا يصرف عمرا عنه بالضروره، وكثيرا ما تعرفت على من دخل الإسلام بسبب قضية ما، كانت بعينها سببا في ترك بعضهم للإسلام... لذلك عندما تسمع لأحدهم عن "أكبر خطر" على الإسلام، فاعلم يقينا أن ذلك مبلغه من العلم الآن، ولو تعمق أكثر لسمعت منه "أخطارا" أخرى، "فأخطر" من المقولات الإضافية النسبية، ولا ينبغي التعامل معها كمطلق...
- إذن ما هو أكبر خطر على المسلمين في رأيك الآن؟ الجواب ببساطة بالنسبة لي هو: نقص العلم.
