"دكتورة أريد أطلع اليوم تعبت صار اكثر من شهر بالمستشفى".
بعد أن ألحّ فتى التسعة عشر عامًا في طلبه، ولمحتُ في عينيه بريقًا يُنبئ بدمعاتٍ تأبى الإستسلام والهطول قلتُ بتجاوب:
"لماذا أنت متعجّل؟ لقد صبرتَ طيلةَ الأشهر الماضية، ألا يمكنك الصبر ليومين آخرين فقط؟
"بعد يومين تطلعوني؟!"
أجاب بحماس لم أستطع إزاءه سوى الرد بالإيجاب.
كان ذلك الموقف أحد المواقف التي آلمني فيها أنني لم أصدِق مريضي الإجابة، إذ كنتُ أعلم علم اليقين أنه لن يتمكن من الخروج بعد يومين بل حتى أسبوعين، فقد كان مصابًا بمرض ابيضاض الدم الحاد مع هبوط شديد في الحالة المناعية أدى إلى تسمم الدم الجرثومي ومضاعفاته.
وعلى أيّة حال، لعلّ ما قلتُه للفتى لم يكن كذبةً بالمعنى المتكامل للكذب، لأنه خرج بالفعل من المشفى بعد يومين، إلا أنّه خرج إلى مثواه الأخير حيث تسكن الأوجاع كلّها وتنتشي الروح إلى جوار بارئها.
د.رسل المطيري
في هذه الايام الحزينة من ايام الثورة الحسينية المباركة نتوجه الى الله بمريض كربلاء ان يشافي كل مريض ويلهم اهلهم الصبر على البلاء .
#بلد_بوك
