2022-06-29 22:11:11
يرقق الأدبُ القُلوبَ، ويُهذّب النّفوس، ويزيد عقل الطالب لهُ حكمةً، وهوَ فوقَ كل هذا يُمتع ذائقة المتذوّق، ويُري من الجمال ما لم يكن ليُرىٰ من دونه.
قبلَ أعوامٍ، كنت أتعجّل أن أدخل بين الأدباءِ متوهمةً سهولة الإتيان بالمعاني العذبة، وتطويع القلم، بِلا مقوّمات إلا رغبتي في الكتابة.
ثُمّ مرّت الأيّامُ..
ربّما الشيء الأهم الذي تعلمته في دراستي الأكاديمية للغة وآدابها، أن أتريث، فالطريق طويلة، ولم يصل أديب لما وصل إليهِ بين عشيّةٍ وضحاها.
لم يزل الهدف قائمًا، لكنّي كلّما قرأتُ ازددتُ علمًا بجهلي، فقررتُ أن أضع كلّ شيءٍ جانبًا، وفقط أترك المجال لنفسي لأتمتع بتذوّق الأدبِ والعيش الرغيد بين بديع بيانه.
مع كلّ سطر، وكلّ فكرة، وكل معنى، ومع كلّ تشبيهٍ وتعبير، أقفُ كثيرًا لأقول: سبحان من خلق الإنسان علّمهُ البيان.
ثمّ أحمد الله كثيرًا علىٰ لساني العربي، لأني لولاه لكنتُ حُرِمتُ جمالًا كثيرًا، وعالمًا غير العالم لم أكن لألجه بغيرهِ، أو لم أكن لأعرف بوجوده.
وأحمدُهُ أيضًا لأنّهُ جعل هوى نفسي في الأدب، ومحاولة إدراك الجمال من هذا الباب، ولم يجعلني ممن إذا سمعوا من الشعر شيئًا تململوا وتمغضوا وأظهروا استياء لا مبرر له إلا أن نصيبهم من النعيم في الدنيا منقوص.
لا أزعم أنّي علىٰ علمٍ بشيءٍ إلّا بما لا أملكه من العلم، وبجمال هذا الفن رغم صعوبته، وبأني لو خُيّرتُ ألف مرةٍ لاخترتُ أن أكون هنا، وكما أنا، ويفتح الله لي في أسرار هذه اللغة أكثر؛ فأزدادُ إيمانًا وتصديقًا.
#مريم_حمدي
417 views19:11