2023-04-16 06:29:57
لِمَ لا تعود؟ وعادَ كلُّ مجاهدِ
بحُلى (النقيبِ) أو انتفاخِ (الرائدِ)
ورجعتَ أنتَ، توقُّعاً لملمتهُ
من نبضِ طيفِك واخضرارِ مواعِدي
وعلى التصاقِك باحتمالي أقلقتْ
عيناي مُضطجعَ الطَّريق الهامدِ
وامتدّ فصلٌ في انتظارِكُ وابتدا
فصلٌ، تلفَّح بالدخانِ الحاقدِ
وتمطَّتِ الربواتُ تبصقُ عُمرَها
دمَها وتحفرُ عن شتاءٍ بائدِ
وغداةَ يومٍ، عادَ آخِرُ موكبٍ
فشمَمْتُ خَطْوَك في الزِّحام الراعدِ
وجمعتُ شخصكَ بُنيةً وملامحاً
من كلِّ وجهٍ في اللقاء الحاشدِ
حتى اقتربتُ وأَمَّ كلٌّ بيته
فتّشتُ عنك بلا احتمالٍ واعدِ
من ذا رآكَ وأين أنتَ؟ ولا صدىً
أومي اليكَ، ولا إجابةُ عائدِ
وإلى انتظارِ البيتِ، عدتُ كطائرٍ
قلقٍ ينوءُ على جناحٍ واحدِ
ومغازلُ الأمطارِ تعجنُ شارعاً
لَزِجاً حصاهُ من النَّجيعِ الجامدِ
وأنا أصيخُ إلى خطاكَ أحسُّها
تدنو، وتبعد، كالخيالِ الشاردِ
ويقول لي شيء، بأنك لم تعد
فأعوذ من همس الرجيم الماردِ
#عبد_الله_البردوني
1.5K views.. ..., 03:29