من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه ، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه ، سواء كان ذلك الهدي والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقا إليه ، وسواء كان ذلك تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك " انتهى .
شرح النووي على مسلم : (227/16)
قَال العَلّامَة ابن السّعْدِيّ رحمه الله :
هذا الحديث وما أشبهه من الأحاديث فيه ، الحثّ علىٰ الدَّعوة إلىٰ الهدىٰ والخير ، وفضل الدَّاعي ، والتَّحذير من الدُّعاء إلى الضَّلالة والغيّ ، وعظم جرم الدَّاعي وعقوبته .
والهُـدىٰ : هو العلم النَّافع ، والعمل الصَّالح ، فكل من علم علمًا لو وَجَّه المتعلمين إلىٰ سُلوك طريقة يحصل لهم فيها علم ، فهو داعٍ إلىٰ الهدىٰ .
وكل من دعا إلىٰ عمل صالح يتعلَّق بحق الله ، أو بحقوق الخلق العامَّة والخاصَّة ، فهو داعٍ إلىٰ الهدىٰ .
وكل مَنْ أبدى نصيحة دينية أو دنيوية يتوسل بها إلى الدِّين ، فهو داعٍ إلى الهدىٰ .
وكل مَنْ اهتدى في علمه أو عمله ، فاقتدى به غيره ، فهو داعٍ إلىٰ الهدىٰ .
وكل مَنْ تقدَّم غيره بعمل خيري ، أو مشروع عام النَّفع ، فهو داخل في هذا النَّص .
وعكس ذلك كله الدَّاعي إلىٰ الضَّلالة، فالدَّاعون إلىٰ الهدىٰ ، هُم أئمَّة المتَّقين، وخيار المؤمنين ، والدَّاعون إلىٰ الضَّلالة ، هُم الأئمَّة الَّذين يدعون إلىٰ النَّار .
وكل مَنْ عاون غيره علىٰ البر والتَّقوىٰ ، فهو من الدَّاعين إلىٰ الهدىٰ .
وكل مَنْ أعان غيره علىٰ الإثم والعُدوان، فهو من الدَّاعين إلىٰ الضـَّلالة .اهـ.