Get Mystery Box with random crypto!

الحياة في المجتمع العربي صعبة بالنسبة لأيّ أحد مختلف والمقصود | ٪٤

الحياة في المجتمع العربي صعبة بالنسبة لأيّ أحد مختلف والمقصود بالاختلاف هو عدم الإيمان بثوابت المجتمع وعاداته وتقاليده بشكل كامل او جزئي. والاختلاف ليس أفضليَّة أو دونيَّة بل فقط اختلاف.
فالمختلف هنا لا يستطيع ممارسة حرّيِّته بالكامل ولا يستطيع إن مارس جزء منها أن لا يتم رفضه من الآخر وأن لا يؤوِّله بالتأويلات البشعة الموجودة في تراث الآخرين من الكفر للالحاد للشذوذ للغرابة للتطرف للانحلال.....الخ. ولا يقتضي ذلك كون هذه التصنيفات والمصطلحات في حد ذاتها أقل إنسانية بل الأمر له علاقة بتراث هذا المستكره وبالنظرة المحددة سلفًا وبما يقدَّس من قيم وما يدَّنس.

المجتمع العربي يخاف من الفن والفلسفة والشعر نسبيًّا ذلك لأنَّهم أدوات تحرُّريّة لذلك أيُّ أحدٍ مقترب منهم، يمسه فيضهم، يوصف بالشيطنة والأبسلة لأنَّ إبليس في التاريخ الدّيني هو أكثر الكائنات دنسا.

مجتمعنا لا يريد خارجين عنه، بل مؤمنين بأصنامه أيِّا كانت هويَّتها وعاداتها وتقاليدها وخوفها وتابوهاتها.

والكابة تلاحق المختلفين الأحرار دوما فهي تمثِّل جبريَّة شعوريَّة عليهم بسبب ازدياد الوعي.. بدلا على ان يكون منتشيًا
فازدياد الوعي في المجتمع القمعي عار بالنسبة له ومصدر للألم.. ولا يمكن أن يقلّل المختلف من وعيه بعد أن ازداد والتكيّف يقتضي منه بعض النفاق.


ماذا يفعل المجتمع في المختلف؟
المجتمع أيّا كان تراثه ينبذ كل من يخرج عليه ويدمّره نفسيا وعقليًّا بالملاحقات والمضايقات والمدسوسات.. فهو لا يريده أن يبدع لان استخدام المخيَّلة يهدد متن مجتمعه (المعرفي والايماني) فكيف يكون الإنسان الحر المختلف متزنا في هكذا بيئة بالإضافة إلى الالام الشخصية وآلام الفكر؟


سيكولوجيَّة العامّي المجتمعي الجمعي :
إنَّ أوّل علامة له هو وجود المطلق المقدَّس الالهي الذي لا يقبل الحوار والجدال معه او على حوله، وعدم المرونة فى تداوله عقليَّا والطاعة المطلقة لتمثّل المطلق على الأرض وهو الخليفة، الرئيس، أمير الجماعة..إلخ. تأويله بالسيطرة بما أنِّه الوريث الشرعي للمطلق ذلك فله ما له من خصائص وملكيَّة، له حق الاب فى المجتمع الذى يعيش فيه.
من سمات سيكولوجيَّته الأنانيَّة التي تتخطى الحريات الشخصية للاخر فى المجتمع بإرادة فرض الأفكار الذى يؤمن بها هذا المتطرف وتمثلاتها الفعليّة.
ليس الإرهاب فقط هو الفِعل الذي يحرِمُ الآخر من وجوده وحرّيَّته بل هو الإيمان المطلق بفكرة ما أيّا كانت من دين أو غيره واستلاب هذه الفكرة وتأويلاتها له ولوجوده ولارادته وتحديدها لكل شيء فيه وأنه هو مصدر الحقيقة أبدًا ولا حقيقة في أيّ درب آخر.

والدَّلالات الثّابتة التى يُرى من خلالها الآخر والعالم وعدم تقبل اختلاف هذه الدّلالات وأيضا التصانيف الجاهزة لكل معتقد التى تمنع الفهم العميق للمعتقد الآخر. يتم من هؤلاء الارهابيين النصيين او الإرهاب المؤدلج اللاعالم بإرهابه

المجتمعيين الذين يقفون ضد حرية التداول الدّلالي بين الاديان والثقافات خوفا على مكبوتهم النفسي والفلسفي والفكري والجسدي ..الخ، ومن أهم آليات ذلك الأبلسة لهم وحشو هذا المفهوم بكل ما هو كريه درءً للاقتراب حتّى.
الاتهام بالابلسة لحجب الفهم لأن الابلسة متراسِ رهيبِ خصبِ واداةِ لعدمِ تحرير المريد في الحرّيَّة أو التائق أو الّذي لديه نوازع باطنيَّة نحوها أو الذي يؤوَّل بجماليّة شعريّة وفنيّة.