2022-08-04 04:43:47
الخمس الفواسق...
أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ : ((خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ ليسَ علَى المُحْرِمِ في قَتْلِهِنَّ جُنَاحٌ)).
#الراوي : عبد الله بن عمر
#المصدر : صحيح البخاري
#شـرح_الـحـديـث
بيَّنَ اللهُ عزَّ وجلَّ ورَسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَحِلُّ للمُحرِمِ فِعلُه ، وما يَحرُمُ عليه ، ونَقَلَ ذلك الصَّحابةُ الكرامُ رَضيَ اللهُ عنهم أجمعينَ.
وفي هذا الحَديثِ يُشيرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى خمْسةِ أنواعٍ مِن الحَيواناتِ الَّتي يَحِلُّ للمُحرِمِ قتْلُها في الحرَمِ ، ولا يكونُ عليه إثمٌ أو حرَجٌ أو جَزاءٌ فيها.
والتَّقييدُ بالخمْسِ وإنْ كان مَفهومُه اختصاصَ المَذكوراتِ بالحكْمِ ، لكنَّه لا يُفيدُ الحصْرَ حَقيقةً ، وعلى تَقديرِ الحصرِ ، فيَحتمِلُ أنْ يكونَ قالَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوَّلًا ، ثمَّ بيَّنَ أنَّ غيرَ الخمْسِ يَشترِكُ معها في الحكْمِ.
وهذه الأنواعُ الخَمسُ ذُكِرَتْ في رِوايةٍ أُخرَى في الصَّحيحَينِ ، وهي :
الغُرابُ ، وهو طائرٌ أسودُ مَعروفٌ ، وهو يَنقُرُ ظَهْرَ البَعيرِ ويَنزِعُ عَينَه ، ويَختلِسُ أطْعمةَ الناسِ.
والحِدَأَةُ ، وهي نَوعٌ مِن الطُّيورِ تَخطِفُ أطْعمةَ الناسِ.
والفأرةُ ، والمرادُ فَأرةُ البيتِ ، وهي الفُويسقةُ.
والعقربُ ، وهي حَشَرةٌ صَغيرةٌ ، لها ثَماني أرجُلٍ ، وعَيناها في ظَهْرِها ، تَلدَغُ وتُؤلِمُ إيلامًا شَديدًا ، ومنها ما تكونُ لَدغتُه قاتلةً.
والكلبُ العَقُورُ ، وهو كلُّ ما عَقَرَ الناسَ وعَدا عليهم وأخافَهُم.
فهذه الأنواعُ الخَمسةُ لا جُناحَ على المُحرِمِ في قتلِها في الحرَمِ ، وأُذِنَ في قتْلِها لِضَرَرِها وإيذائِها للناسِ.
وقدْ ذكَرَ الكلْبَ العَقُورَ ليُنبِّهَ به على ما يضُرُّ بالأبدانِ على جِهةِ المواجَهةِ والمُغالَبةِ ، والكلبُ العَقُورُ هو كلُّ ما يَفتَرِسُ ؛ لأنَّه يُسمَّى في اللُّغةِ كَلْبًا.
وذكَر العقْربَ ليُنبِّهَ بها على ما يضُرُّ بالأجسامِ على جِهةِ الاختلاسِ.
وكذلك ذكَرَ الحِدَأَةَ والغرابَ ؛ للتَّنبيهِ على ما يضُرُّ بالأموالِ مُجاهَرةً.
وذكَرَ الفأرةَ للتَّنبيهِ على ما يضُرُّ بالأموالِ اختفاءً.
أو نصَّ مِن كلِّ جِنسٍ على صُورةٍ مِن أدناه ؛ تَنبيهًا على ما هو أعْلَى منها ، ودَلالةً على ما كان في معناها ، فنَصُّه على الحِدَأةِ والغرابِ تَنبيهٌ على البازيِّ ونحوِه ، وعلى الفأرةِ تَنبيهٌ على ما يُؤذي مِن الحشَراتِ ، وعلى العقْربِ تَنبيهٌ على الحيَّةِ ، وعلى الكلبِ العَقورِ تَنبيهٌ على السِّباعِ التي هي أعلى منه.
71 views01:43