2022-07-31 22:23:33
(أستعيدها بأسىً)
-يخرج على الناس، ينتظر وصول سيفه-
تنام في حضن الندم، كتفٌ مدينةٌ لرأسك بالخدَر، لا إله إلاّ الله ، كنتُ أتيبّس كتمثال طينيّ تضربه الشمس ، وأنزلق على الأرض بهدوء، على كتفي أن تخجل من تراقص عظامها، عليها أن تهدأ وتمنحك سكينة المدن المهجورة ، أذكر أنّي نمتُ على أكتافٍ عديدة، أكتاف الواقفين في جلوسهم، السائرين في نومهم، أولئك الذين يصطنعون سعالاً زائفاً، وعطاساً بشظايا بعيدة المدى، ولم يسقط رأسي، وظلَّ هناك _ حتى عندما انفصل عن جسدي _ يعابث أعداءه ويغنّي لهم عن الجسد المسافر في غربة الرأس .
* أنتِ في الطريق إليّ، من يشفع لي عند حقيبتك العامرة بالمرايا ؟ كيف لي أن أبدو لائقاً بك وأنا لا أملك مشطاً أسرّح به شعر هذه اللحظة ؟ ليس بقربي حجر غليظ الأنفاس، أضعه على صدري كي لا أرتجف، أذكر أنك رأيتني في القميص ذاته في صوري جميعها، لكنه يبدو باهت اللون هذه المرة، إمّحت عنه تلك الفراشات التي كانت تحلّق في قماشه، أنت تقتربين من حلمي بعودة الفراشات إلى قميصي، وأنا أطاردها كي لا أفتح لكِ الباب عندما تصلين.
* نتناوب على إطعام القطط عندما لايكون هناك متّسع لنتبادل القبلات، نتناوب على قراءة الفاتحة عندما نتذكّر الموتى، نتناوب على النوم عندما يكون لدينا وسادة واحدة، نتناوب على البكاء عندما يلعب ألأطفال في الغرفة المجاورة، نتناوب على التذكّر عندما ترفع العتمة صواريها وترفرف راياتها في أرواحنا، نتناوب على حراسة البيت عندما يتعطّل قفل الباب، نتناوب على تمثيل دور الباب عندما يشح الصرير في ليل المدن الغريبة، نتناوب على الاحتراق عندما يشحُّ الزيت في قناديلنا، نتناوب على الموت عندما يقف ملك الموت عند الباب، مشفقاً على جناحيه من ثقل أوزارنا، نحن البريئين من شغف الحياة.
*سمعتُ أنّكِ تجمعين الحطب، وذلك يعني أنّك في قلب الغابة، أو بالقرب منها، الثقاة هم من أخبرني بذلك، مع هوامش عديدة على الخبر، قالوا إنّك كنت تترنّحين في مشيتكِ، كما لو انّك تعانين، من عطبٍ في ضيافة الأرض لقدميك، قالوا كذلك إنّك تحرقين كل مساء فأسك التي تحتطبين بها، لتحظي بابتسامة من آخر شجرة تهمّين بتوديعها، وقال بعضهم إنّك تفعلين ذلك من أجل مزيد من الدخان، قلت: ربّما كان الحطب رطباً، وذلك مايثير حفيظة النار .
*تركتُ لكِ عند العتبة رسالةً وسيجارتين، وعلبة كبريت، لا أريد منكِ أن تقرأي الرسالة، فقد ندمتُ على كتابتها، ثمّة ما أردت تعديله في المحتوى، بعد فوات الأوان، كلّ ما أطلبه منك الآن
أن تحرقي الرسالة، وتشعلي سيجارتك الأولى، بأول كلمة من لسان النار، ذلك الذي يتصاعد من الورق، أريد أن أنام هذه الليلة بهدوء،بدون أن أنتظر إجابة لما كتبت .
* يخلدُ أولادي إلى سكينة غريبة، يحمل كلُّ واحد منهم فردة حذاء ويطاردون القطط، كي يخرجوها من البيت، يغلقون الأبواب بهدوء غريب، يسيرون على أطراف أصابعهم، ويتحادثون بالإشارات ، لاصوت لحنفيات الماء الصاخبة ومامن أحد منهم، يحاول الغناء في الحمام، لا أسمعهم يتبادلون الشتائم كما يحدث كلّ يوم، حتى هواتفهم كانت جميعها مغلقةً، وغرفهم معتمةً بأبواب مقفلة، وأنا بين كلّ مايحدث ينتابني خوف شديد، حتّى أنّي لم أفتح باب إحدى الغرف، خشية أن أراهم يصلّون، ربّما من أجلي .
* اللّه غير مسؤول، عن فقدان الممتلكات الشخصية، فلا تترك أشياءك على الطاولة، عندما تمضي إلى الحمّام، أو عندما تريد أن تخلو بنفسك كي تبكي، خذ معك كلَّ ماترى أنّه ثمين، خذ الأدعية، الأغاني، المناديل ، والصور، ولاتنس أن تأخذ معك حزنك، لتراه واضحاً في المرآة عندما تفكّر أن تغسل وجهك .
- عبود الجابري
41 views19:23