Get Mystery Box with random crypto!

بسم الله.. لا تغتر بالعناوين الخداعة في اختيار الصديق أو الشر | Doctor Hypo - دكتور هايبو

بسم الله..
لا تغتر بالعناوين الخداعة في اختيار الصديق أو الشريك.. ونأخذكم في جولة عن مثال واحد فقط..

لا يغرنك حافظ القرآن - وهو باتباعه والعمل بأوامره جهول معرض - ولا عجب في أن يقال ذلك..

فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الخوارج هم أكثر الناس عبادة وبالتالي يكثر فيهم من قد تراه من أكثر الناس مصاحبة للقرآن .. ومع ذلك يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم ولا هنالك أي منفذ للقرآن إلى قلوبهم فيأثر فيهم وينشلهم من غيهم وضلالهم..

ولقد أخبر أن هنالك زمن يأتي يتخذ الناس القرآن مزاميرا.. فلا نفع يرجى من وراء غناءهم بالقرآن.. فلا يغرنك وإن وجدت صوته كالبلبل المغرد ما لم تر للقرآن حيزا مرأيا في حياته..

بل والأدهى من كل ذلك أن الخبر قد جاء منذرا ومحذرا وفيه: أن من أول الناس عذابا يوم القيامة قارئ للقرآن.. ولم يكن مجرد قراءة في سره.. بل شاع صيته وعلم أنه - أمام الناس- من أهل القرآن.. ولكن في الحقيقة لم تكن مرافقته للقرآن مرافقة استماع واتباع .. بل كان يقرأ ليقال عنه قارئ.. ليتغنى الناس في مديحه بصحبته للقرآن.. وبعذوبة صوته وحلاوة تلاوته.. ولو رأيته لهامت نفسك فيه عشقا .. فهو من أهل القرآن!..

في كل الحالات سننظر نظرة تقدير واحترام ونطير ببواطننا للحكم على كل تلك الحالات أنها هي الحالات التي تستحق الصحبة والمشاركة في الحال والاستقبال..

بينما نتغافل كل الغفلة عن حقيقة ما يراد بأهل القرآن.. وما يراد بخيركم من تعلم القرآن وعلمه!..

لا أعلم هل كان في قوله "تعلم القرآن" ما يدل على الاقتصار على حفظه.. أم الاكتفاء بتلاوته وتحبيره للناس تحبيرا؟.. ولا أظن أن الاقتصار في تعيين أهل القرآن على من شاع صيته بإتقان الحفظ والتنويع في تلاوته بالقراءات المتواترة والشاذة إن أردت!!...أهل القرآن حقا ليس كل قارئ وحافظ وتالٍ.. بل كل عابد خاشع متذلل لنصوص ربه خاضعا ومتبعا لها في حركاته وسكناته -ما أمكنه-..

فلا تنخدع بالأول وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم من العجائب عن بعض الأصناف ما أخبر!

ولا تصاب بالدهشة أن ترى من تلك الأصناف من العجائب والمنكرات ما قد لا يحصى.. فوالله لو أنفقوا أعمارهم في نفس سلوكهم مع القرآن لما نسبوا للقرآن حقيقة مقدار أنملة.. ولا تصيح بالبكاء والعويل إن تغافلت عن تلك المعاني وأصررت على انتقاء الصديق بمعايير الجهل والخطأ.. ثم لاقيت مما لا يرضيك عجبا..

وفي الختام.. لا يظن قاصر في إدراكه أننا نذم في قارئ القرآن أو حافظه أو تاليه (للناس).. فكل هؤلاء هم أسيادنا.. إنما نذم أصنافا نُسبت لكل ذلك زورا وورد في الأثر ذمهم والتحذير من سبيلهم وسلوكهم.. فاحذر من نفسك وانتقاءك..