Get Mystery Box with random crypto!

#هدايات في قول الخالق تعالى في سياق الطلاق بين الزوجين : { وَ | أ.د. خالد بن منصور الدريس

#هدايات

في قول الخالق تعالى في سياق الطلاق بين الزوجين : { وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }


قال ابن عطية : وقوله تعالى: { وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ }
ندبٌ إلى المجاملة .

وقال البغوي في تفسيره : ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ أَيْ إِفْضَالَ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِإِعْطَاءِ الرَّجُلِ تَمَامَ الصَّدَاقِ أَوْ تَرْكِ الْمَرْأَةِ نَصِيبَهَا، حَثَّهُمَا جَمِيعًا عَلَى الْإِحْسَانِ ﴿إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾

وقال الشوكاني :

" وهو إرشاد للرجال والنساء من الأزواج إلى ترك التقصي على بعضهم بعضاً، والمسامحة فيما يستغرقه أحدهما على الآخر للوصلة التي قد وقعت سهماً من إفضاء البعض إلى البعض، وهي وصلة لا يشبهها وصلة، فمن رعاية حقها ومعرفتها حق معرفتها الحرص منهما على التسامح " .

وقال أحد المعاصرين :

" فالعدل وحده قد يكون شاقاً وتبقى البغضاء في النفوس، ولكن عملية الفضل تنهي المشاحة والمخاصمة والبغضاء.

والمشاحة إنما تأتي عندما أظن أني صاحب الحق، وأنت تظن أنك صاحب الحق، ومن الجائز أن تأتي ظروف تزين لي فهمي، وتأتي لك ظروف تزين لك فهمك، فحين نتمسك بقضية العدل لن نصل إلى مبلغ التراضي في النفوس البشرية. ولكن إذا جئنا للفضل تراضينا وانتهينا " .

وقال صاحب التفسير الوسيط - د.طنطاوي :

" إن هذا التنازل والتسامح يضفي على جو الطلاق لوناً من المودة والتقارب بين النفوس التي آلمها الفراق بتلك الصورة ، فاحرصوا - أيها الناس - على هذا العفو بأن يتنازل كل فريق منكم لصاحبه عن شيء من حقه ، ويتسامح معه ، فإن ذلك أقرب إلى تقوى القلوب ، وصفاء النفوس ، ولا تتركوا أن يتفضل بعضكم على بعض بالإِحسان ، وحب الخير ، وجميل الذكر ، فالله - تعالى - بصير بأعمالكم وسيحاسبكم عليها ، وسيجازي كل نفس بما عملت .

فالجملة الكريمة توجيه حكيم للناس إلى ما يدفع عنهم التشاحن والتباغض والتخاصم خصوصاً في حالات الطلاق التي هي من أشد الأحوال دفعاً إلى هذه الرذائل ".

أقول : في لحظات الشجار والتخاصم .. عندما يتفاقم الخلاف بين الزوجين .. وهذا ما يحدث غالباً في الطلاق والانفصال .
على كل واحد منهما أن يحذر من (تطرف الذاكرة) الناكرة للجميل .. عندها لا تستحضر الذاكرة إلا كل شيء جارح ومؤلم .. وتستبعد كل معروف وجميل ..

وقد جاء التوجيه الإلهي بأهمية الإحسان والتنازل في هذا المقام الذي هو مقام فيه مشاحنة ومغاضبة وانكسار نفس .

احذروا من نكران الجميل ولا تنسوا الفضل والإحسان بينكم كما أمركم ربكم .

أ.د خالد بن منصور الدريس .



رابط القناة /
‏https://telegram.me/Dralderes