Get Mystery Box with random crypto!

ونَظَائِرُهُ مَشْهُورَةٌ وَقَالَ (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ | أ.د. خالد بن منصور الدريس

ونَظَائِرُهُ مَشْهُورَةٌ وَقَالَ (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ الا القوم الخاسرون).

ومما يعضده ويشهد له ثناء الله على خواص عباده بالجمع بين الخوف والرجاء {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} .
وقوله تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} .
فالمؤمن وإن غلب الرجاء فالخوف حي في قلبه ولا يغفل عنه

وقد حرر أبو حامد الغزالي المقام من وجهة نظره فتبنى نظرية (مراعاة الأحوال)فقال:

"الرجاء والخوف دواءان تداوى بهما القلوب ففضلهما بحسب الداء الموجود، فإن غلب على القلب داء الأمن من مكر الله والاغترار به فالخوف أفضل، وإن غلب القنوط فالرجاء أفضل"
ولذا أظن أن بعض الناس لا يستقيم أمرهم ويحسن حالهم إلا بغلبة الرجاء مع عدم الأمن والاغترار .
والبعض يحتاجون لقوارع الخوف وغلبته ليسوقوا أنفسهم للطاعة مع تذكير بالرجاء وحسن الظن .

فلينظر المؤمن بصدق وإخلاص أين النافع لقلبه من هذه الأدوية، وليقبل عليه فإن لمس قصوراً وتواكلاً فعليه بالخوف .. وإن آنس من نفسه خيراً فعليه بدواء الرجاء وما أطيبه من دواء شافٍ كافٍ !

على أنه غني عن القول التذكير بالمسلمات ولكن خشية سوء الفهم فمن المهم التنويه بذلك : فتغليب الرجاء لا يعني ترك العمل، والتمادي في الذنوب، اعتمادًا على رحمة الله، وحسْنِ الظنِّ به - عزَّ وجلَّ - فهذا ليس من الرَّجاء في شيء، بل هو جهل، وسفه، وغرور؛ فرحمة الله قريبٌ من المحسنين لا من المفرِّطين، المعاندين، المُصِرِّين.

قال ابن القيِّم في "الجواب الكافي" بشأن المتمادين في الذُّنوب؛ اتِّكالاً على رحمة الله: "وهذا الضَّرب في النَّاس قد تعلَّق بنصوص الرَّجاء، واتَّكل عليها، وتعلَّق بكلتا يديه، وإذا عوتب على الخطايا والانْهماك فيها، سرد لك ما يحفظه من سعة رحْمة الله، ومغفرته، ونصوص الرجاء، وللجُهَّال من هذا الضَّرب من النَّاس في هذا الباب غرائب وعجائب".




رابط القناة /
‏https://telegram.me/Dralderes