2021-12-10 13:37:26
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فقد سُئلت عن رسالة انتشرت بين الناس، حاصلها: أنه لا يجوز قول "مطر" للماء النازل من السماء، بل يقال: "غيث"؛ لأن القرآن ذكر المطر مع العذاب فلا يكون المطر إلا عذاباً...
فكان الجواب:
لفظة المطر من حيث الاستعمال القرآني صحيح في أنها لم ترد في (الغالب) إلا في العقوبة لكنها مقيدة بالسوء.
ومع هذا فمن الخطأ أن يقال: لا تقولوا: مطر.
فإن المطر من حيث اللغة واستعمال الرسولﷺيُطلق على نزول الماء من السماء.
ولذلك جاء في الحديث "مُطرنا بفضل الله ورحمته"
وفي دعائه ﷺ:"اللهم جلّلنا سحاباً كثيفا قصيفا دلوقاً ضحوكاً تُمطِرُنا منه رذاذا..." فلم يقل: تغيثنا.
وأما الغيث فهو نفسه المطر، لكن سُمِّي غيثاً بالنظر إلى حاجة الناس إليه. فالشيء قد يُسمّى بأكثر من اسم لِـمَا يعتريه من صفات وأحوال كما هو مشهور في كتب اللغة.
ولاحظ قول رسول الله ﷺ:"ليست السَّنَة-أي القحط- ألا تُمطَروا ولكن السَّنة أن تُمطروا وتمطروا ثم لا تنبت الأرض"
فلو كان هناك فرق في استعمال الغيث والمطر شرعاً لقال رسول اللهﷺليست السنة ألَّا تمطروا ولكن السنة ألَّا تُغاثوا"
وقولنا: "شرعاً"، هو بالنظر إلى استعمال الشارع.
وأما من حيث اللغة، فالفرق أن المطر أعم من الغيث، فالغيث لا يكون إلا في الرحمة والنفع للناس،
وأما المطر فيكون في الخير والشر ولا يكون في الشر إلا إذا كان مقيداً بالسوء كما في القرآن.
فالمقصود أنه لا بأس أن يقول القائل: اللهم أمطرنا. أو نزل المطر، ونحو هذا الاستعمال.
-( بندر بن سليم الشراري)
١٣ /محرم /١٤٣٧هـ
https://telegram.me/drbandar
945 views10:37