Get Mystery Box with random crypto!

دور الدعاة في عصر التفاهة: لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي س | د. وائل الشيخ أمين

دور الدعاة في عصر التفاهة:
لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على نشر التفاهة، إلا أنها جعلتنا نرى بأعيننا ونسمع بآذاننا أين وصل مستوى الوعي بين المسلمين اليوم.
ولأننا عادة لا نتابع إلا من نتفق معهم، ولا نتواصل إلا معهم، فإننا نظن أن الأمور بخير، ثم نتفاجأ عند بعض التريندات بطريقة تعامل الناس معها لنعلم أن الأمور ليست بخير أبداً.
في كل مرة نتفاجأ بأن أموراً تعتبر من البديهيات عند المسلم هي محل جدل ونقاش عند مساحة واسعة منهم، بل أحياناً عند بعض المحسوبين على العلم والدعوة!
فتارة يعتبرون الملحد خيراً من المسلم التقليدي لأنه يبحث بعقله ويؤمن بما وصل إليه!
وتارة يعتبرون أن اليهود والنصارى ليسوا كافرين!
وتارة يعتبرون أن الإسلام لم يميز بين الذكر والأنثى!
ويصل الحال عند البعض أن يناقش قضية الشذوذ الجنسي بل ويدعو جاهداً إلى تقبل هذا الأمر ويتولى الدفاع عن مظلوميتهم ويحذر من التنمر عليهم!
وآخرون غارقون في علوم الطاقة المبنية على عقيدة وحدة الوجود وهي عقيدة ترى الخلق والخالق شيئاً واحداً!
والمستفز في كل ذلك أن أطروحاتهم شديدة السخف ولا تقوم على شيء من المنطق أو الدين.
لو قمت بمقارنة بين المهاجمين لقطعيات الدين قبل بضعة عقود فقط وبين ما نراه اليوم، لرفعت القبعة لأسلافهم، لأنهم كانوا يبحثون ويتعبون ويصيغون الحجج والشبهات بشكل محكم يحتاج إلى جهد ممن يريد أن يرد عليها ويعالجها.
أما اليوم فغوغاء وسخف ونعيق وانحطاط في الطرح، يصحبه استعلاء واعتقاد باحتكار الحقيقة!
أعتقد لو أننا نعيش في حكم إسلامي رشيد فإن هؤلاء لا يرد عليهم ولا يناظرون بل يُحجر عليهم ويعزّرون.
ولذلك من أكبر الواجبات على الدعاة والمصلحين اليوم الاهتمام بغرس أساسيات الدين وبديهياته لتصبح من المسلمات التي لا نقاش فيها، والتدريب على التفكير النقدي الذي يكشف ركاكة الأطروحات الجديدة، وكذلك على المؤثرين الاهتمام والتذكير مراراً بالبديهيات، فإن الأفكار لا تستقر في الوجدان بمجرد سماع الطرح الصحيح، بل لا بد من كثرة التعرض له مراراً وتكراراً.
المعركة الأهم اليوم بالنسبة للدعاة هي معركة إقناع وتأثير أكثر مما هي معركة بحث وتفكير.