Get Mystery Box with random crypto!

الشارع والنخب: ما يحصل في الثورة السورية من أول أيامها إلى هذ | د. وائل الشيخ أمين

الشارع والنخب:
ما يحصل في الثورة السورية من أول أيامها إلى هذا اليوم أمر يخالف تنظير الكثير من المفكرين الذين يظنون أن النخب هي التي تقود الشعوب وتتفوق عليها في وعيها ومسؤولياتها.
في جميع مراحل ثورتنا كان الشعب متقدماً على نخبه، ولو أردت أن تعرف البوصلة الصحيحة للثورة في كل لظة فعليك أن تنظر إلى وجهة الشارع، وهذا الأمر هو الذي حفظ الثورة حتى اليوم.
على طول الخط كان الشارع هو الذي يقوم بتعرية المؤسسات والممارسات الخاطئة، وهو الذي يحافظ على روح الثورة في الأوقات التي خان البعض وتقاعس الآخر من النخب والمؤسسات.
هذا الواقع مفيد جداً في استمرار بقاء الثورة إلا أنه للأسف لم ولن يسمح لها بالتقدم والتغيير الإيجابي.
لن يتحسن حالنا ولن نحقق أي إنجاز معتبر دون وجود قيادة ثورية تحمل روح الثورة وتجمع الناس حولها وتضيق نطاق البوصلة العام لتضع خططاً عملية واستراتيجيات قابلة للتطبيق وتحقق نتائج واضحة.
لن نحقق أي تقدم في الصراع القائم ما لم نكن أحد اللاعبين الرئيسيين ليس في الشارع بل في التفاوضات والتحالفات.
وحتى ذلك الحين سنبقى نسمع الدول تقول: المعارضة اليوم تجلس مع النظام لتكتب الدستور القادم!
ويكون ردنا الوحيد في الشارع: نحن ثوار ولسنا معارضة، واللجنة الدستورية لا تمثلنا بل هي خيانة للثورة.
دون أن نقدم بديلاً يجعل الدول تجلس معنا على الطاولة وتتناقش معنا فيه.
لو استطعنا إنتاج هذه القيادة الثورية فإن العجلة ستبدأ بالسير، ولو فشلنا في ذلك فنخشى أن تخبو جذوة الثورة رويداً رويداً.
هذا أوان طرح مبادرات عملية يقوم على صناعتها شخصيات ثورية موثوقة، ليلتف الناس حولها.
وإلا لن نستطيع أن نفعل أكثر من الشجب والتنديد والرفض.