عتاب محب أُناشدُ صحبي في الولاءِ وأعتبُ * وفي القلبِ منهم جمرةُ البينِ تلهبُ لماذا علينا اليومَ يا صاح تغضبُ؟!! * وبالأمسِ من فردٍ من الجيشِ تهربُ لماذا علينا اليومَ تبدو غُضنفراً؟!! * وبالأمسِ من أعدائنا أنت أرنبُ تذكرْ وعدْ شيئاً قليلاً إلى الوراء * ففي صفحةِ الماضي التواريخُ تُكتبُ دمي سالَ كالأنهارِ والسجنُ ضجَّ بي * وأنت معافىً بينَ أهلكِ تطربُ رأيتَ بنينا بالصواريخِ قُطِّعوا * مساجدَنا والدورَ بالقصفِ تُخربُ قُتلنا وشُرِّدنا وضاقتْ بنا الدُّنا * وأنت سكوتٌ لا تلومُ وتشجبُ بشِعبِ الإباء مرانَ كانَ حصارُنا * وأنت طليقاً كنتَ تغدو وتذهبُ وحلَّ علينا كلُّ نوعٍ من البلاء * وأنت ترانا ثمَّ تلهو وتلعبُ صرخنا وكانَ الصمتُ قيداً مؤكداً * على كلِّ أفواهِ الرجالِ مُرَكَّبُ فهزَّتْ كيانَ المجرمينَ وأسقطتْ * قواهمْ ولا زالتْ تخيفُ وتُرعبُ وأنت تراها هذيَ هاذٍ وضجةً * ورمزاً سياسياً به الجاهُ يُكسبُ أعادَ لنا روحَ الجهادِ ونبضه * حسينُ ابنُ بدرِ الدِّين إذ كانَ يُسلبُ مضى واثقاً باللهِ منْ هديه ارتوى * وكلُّ بني الدنيا منَ اليأسِ تشربُ ُومن أبعدِ الأرجاءِ هَبَّتْ مواكبٌ * لِنُصرتِنا إذ غابَ من هو أقربُ إذا ما انتصرنا آمنَ البعضُ أنه * هو اللهُ والبعضُ استمروا وكذَّبوا رَجعنا إلى القرآنِ نُحييه بيننا * سخرتَ ومن آمالِنا كنتَ تعجبُ كفرنا بأمريكا وقمنا بحربِها * وكلُّ زعاماتِ العروبةِ ترهبُ كسرنا جدارَ الخوفِ قلنا ألا ادخلوا * من البابِ قولوا صرخةَ الحقِ واغضبوا فبدلتموا غيرَ الذي قيلَ عنوةً * وآثرتموا ما عنده النفسُ ترغبُ وما زالَ فينا ذُو الفقارِ وحيدرٌ * وخيبرُ تخشانا وعمروٌ ومرحبُ وفي كربلاءْ مرانَ فازَ حسينُنا * شهيداً وأضحتْ في يدِ الأسرِ زينبُ وبدرُ الهدى السَجَّادُ ماتَ مُشرَّداً * ألا كيفَ زينُ العابدينَ يُغيبُ؟!!! ولكنَّ للرحمنِ في الخلقِ سنةٌ ٌ * إذا غابَ نجمٌ لاحَ للناسِ كوكبُ فقامَ أبو جبريلَ يُكمل دربهمْ * ويُشهرُ في الطاغوتِ سيفاً ويضربُ يُواجهُ حرباً بعدَ حربٍ ولم يزلْ * ينادي ألا إن تنصروا اللهَ تغلبوا ينادي إلى خيرِ التجارةِ فانهضوا * فأرباحُها الجناتُ هيا تسبَّبوا ألا في سبيلِ اللهِ يا قومَنا انفروا * خفافاً ثقالاً فانفروا أو تُعذبوا ولبَّاهُ أنصارٌ رجالٌ أحبَّهم * إلهي وهمْ في حبِّهِ القلبَ ذوَّبوا وأنت أسيرُ الخوفِ والشكِّ والهوى * وتزعمُ أنَّ الحقَ فيك وتحسبُ وما كانَ منكَ الصمتُ يا صاحِ كافياً * بلى قمتَ تُفتي مَنْ أتانا فمذنبُ تنصلتَ عن حملِ الأمانةِ فانبرى * لها جندُ ربي ثم قمتَ تُألِّبُ وها نحنُ في ظرفٍ عصيبٍ وحالكٍ * وأنتَ ذبابٌ في الجروحِ تُنقبُ ُتُشاهدُ عدواناً على الشعبِ ثم لا * تُدينُ إذا ما قمتَ في الناسِ تخطبُ دموعُ السما تنسابُ من هولِ ما جرى * وقلبُكَ مِن أقسى الحجارةِ أصلبُ تقومُ ببعضِ الواجباتِ لِيُسرِها * وتُهملُ ما يُضني وإنْ كانَ أوجبُ ُوتحصرُ دينَ اللهِ في غسلِ إصبعٍ * وشعبُكَ بغياً بالدَّماءِ مُخَضَّبُ تُعَطِّلُ فرضاً عظَّمَ اللهُ قدرهَ * فكيفَ لزيدٍ تنتمي؟!! كيفَ تُنسبُ وهل هكذا كانت حياةُ نبينا * وعترتِهِ قل لي ومَن كانَ يصحبُ؟!! أهذا هو العلمُ الذي عشتَ طالباً * له وإلى الباري به تتقربُ؟!!! أهذا هو العلمُ الذي قلتَ أننا * نحاربُه؟!! إني له أتعجبُ أهذا هو الدينُ الذي سرتَ ناشراً * له في القرى ثم المدينةِ تتعبُ؟!! تعيبُ علينا اليومَ أخطاءَ قاصرٍ * وفيكَ من الأوصافِ ما هو أعيبُ وتبحثُ عن أدنى قصورٍ وغلطةٍ * فتشهرُها في كلِّ نادٍ وتُسهبُ متى يستوي مِن سورةِ الصَفِّ صَفُّنا * ومَن قاتلوا صفاً إلى اللهِ حُبِّبوا يُوحِدُنا العدوانُ لا فرقَ عندَّه * يريدُ احتلالاً للبلادِ وينهبُ وساعدَه الأنذالُ في غزو أرضِهم * وقالوا له أهلاً وسهلاً ورحبوا ولكنَّ أحرارَ البلادِ تحركوا * صغاراً وشُباناً ومن هو أشيبُ ورُبانُ أهلِ العلمِ كالسيلِ بادروا * ومن شذَّ عنهم فهو حقاً مُذبذبُ فقفْ جانبي يا صاح دونَ تردُّدٍ * وإلا فمن نهرٍ لطالوتَ تشربُ وتسقطُ أثناءَ المسيرِ مُبررا * سقوطَك بالتصحيحِ إذ كنتَ تطلبُ ومنْ كانَ منا سيئٌ فهو جاهلٌ * بمشروعنا والسوءُ للجهلِ يُنسبُ كتبتُ وقلبي من أسى البينِ مُكتوٍ * وعيني دموعاً فوقَ شعريَ تسكبُ على المصطفى صلى إلآهي وآله* مع كلِّ شمسٍ حينَ تبدو وتغربُ الشاعر/ راجح عامر. 103 views17:53