Get Mystery Box with random crypto!

أخذّ المِعول مِن تحتِ سريره، كانَ قد خبأه عندما وبّخه اخوه الأ | ديستوبيا-Dystopia

أخذّ المِعول مِن تحتِ سريره، كانَ قد خبأه عندما وبّخه اخوه الأكبر بأنّه سيحفر له قبره إذا أخطأ مرة أخرى.
قام بأخذِ المعولِ بهدوء، أغلق باب الغرفة و جميع النوافِذ، كان يتحرّك بِِرَوِيَّةٍ كالسارِق، مدّ يده ليُطْفِئ المِصباح الكهربي.
بدأ يحْفِرُ بالمِعول حُفرة في الفراغِ، أخذ يضرِبُ بالمعوَلِ فضاء الغُرفة، كالذي يُطارِدُ شبحاً قاصِدًا ضربّه.
أو كالّذي يُمسِك بمِضربِ سيفٍ، ليقتُل عدوّه، حُزنه، سعاد!.
تعبِ وهو يحاوِل حفر الفراغ!.
وضع ما بِيدِه أرضاً، كانت أنفاسه تتسابق لتخرُج مِن الإجهادِ المُفرط، لم يكُن المُتعبُ الضرب بالمِعْوَلِ في الفارغ بل المُتعِبُ المُحزن أنّه ما مِن حُفرةٍ خُلقت !.
قام مرة أخرى و كُلّه عزمٌ أن ينجزَ ما بدَأه، كان يسقُط مِن خِلْجِه مع كُل ضربةٍ أحدُ أحلامِه، أصدقاءِه، مشاعِرُه المُتأجِجَة بالإنسانية، كانت كُل ضربةٍ تصنع ندّبة!.
حتى إذا ما صارَ فارِغاً مِن كُل الأشياء، جسدٌ فقط، عندها حاصرَتهُ مقولة سُعادٍ التي علّقها سنيناً في أذنيه و كان يسمع صداها في أركانِ عقله.
" إنّك غيرُ لائق لتكونَ حبيباً لي..
أنتَ هشّ جداً، تُبادِلُني عُنفوان المشاعِر مثلي تماماً و هذا سيء؛ أريدُكَ ناضجاً حتى ما إذا إنقضى العنفوان ما تركتني، سأحُبّك إذا صِرت مُرصّعاً بالندوب و الخيبات".
كانَ يفتِقدُ عناقاً ، لا يهُم مِنْ مَنْ!
يفتقد مِن يُخبره أنّه قطعة واحِدة و ليس أجزاءًا مُفككة.
كان يحتاجُ لِمن يلكُمه على رأسّه، من يُفقده الذاكِرة كي ينسى كلِمات سعاد التي ألقت بِها على قلبه كالسِهام.
كلماتُها تحوِي رؤوساً حادّة، تُقطّع المُهجّ.
فرَغَ لِتَوّه مِن الحفر!
حُفرة في فراغ الغُرفة!
قام بِملئِها بالاشياء التي سقطت منِه عند الحفرِ، حتى غدا فارغٍ من عنفوانِه، وارى على حُفرتِه الهواء! و دفنها.
في اليوم التالِي، ذهب إليّها سعيداً.
إنّه ناضِج الآن، مُرصّع بالندباتِ على صدره كالأوسمّة الدّالةِ على الإنتصاراتِ في المعارك.
وقفَ أمامها.
كانت تراه بعينٍ مُختلفة من سابِقتها.
رأته فارِغاً أكثر مما يجب و متهالِك، رأتْ إنّ الندوب التي صاحبت النضج جعلّت منه قبيحاً، كانت تُريدُه نوراً لا يأفل!.
___

علِم أنّه لنْ يُصبح أبدًا كما أرادَته أن يكون، لا أحد سيُحبك إن كُنت تتشكل على هواه.
#المُحبون_أغبياء
#لا_تتشكل.