Get Mystery Box with random crypto!

حبيبتِي لا تُجيد اللعب إلّا بقلبِي! أفقتُ مِن نومي على صوت رني | ديستوبيا-Dystopia

حبيبتِي لا تُجيد اللعب إلّا بقلبِي!
أفقتُ مِن نومي على صوت رنينِ هاتِفي " نحن مشينا الخطوة الأولى و انتِ معاي مشوارنا بيقصر".
كانت سُعاد من يتصل، في العادة كُنت لا أجيب على الهاتف في ذلك التوقيت تحديدًا، و إن أجبتُ يكون دماغِي مغشياً عليه فأتلعثُم و لا أذكر ما قلت ؛ لكن لسعاد تأثيرٌ بالغ.
كانتْ كُل خلايّا جسدي تنبضُ و تستشيظ تركيزًا لما تقوله سُعاد.
كانت تلومني لومًا لطيفًا كأصابعِ يديها، تحاورني بأنْ عليك أن تأتي الآن كما الإتفاق.
أسرعتُ في إنجاز اشيائي لأخرج و التقيها.
في الطريق نحوها، كان قلبِي يهرول إليها و يسبقني ، كانت عيناي لا ترىٰ الأشياء أمامي، كُنت أرى عينيها و جيدها الطويل.
كنت متلهفًا كعادتي عند كُل لِقاء، لكن هذه المرة كان اللقاء مختلفاً كان يشبه العودة للديار بعد عشرين عامًا، يشبه أن تشتّم رائحة فناء منزلكم القديم و ثوب أمك الرثّ المُخبئ في حقيبتها القديمة.
رغم أن المكان كان يعِجُ بالناس، لا أراهم، كُنت اقلبُ عينيّ بحثًا عنْ سُعاد.
وجدتها تنتصفُ النساء جالسة تضع رجلاً على الأخرى، كانت كالوردة فِي صحاري ناميبيا، لا تلوموني فحقًا لا أرىٰ من أنثى سواها، فإن القلب إذا أحب شيئاً رأته العين جنّةُ و أنهارًا.
عزيزتي لو خيروني بين جميع الأشياء و انتِ لأخترتُك مُغمض العينين.
كما إعتدتُ عند مجالستها في بادئ الأمر أتلعثم كأنّها أول مرة اجلس إليها و أتصبب عرقًا و تصير يداي باردة، بعدها أبدأ رحلة التأقلم بأنّ من بجانبِي هي شقّي الآخر، وحيدة قلبي، نعيمه و شقاءه.
كانت عيناها تنُّم عنْ شوقٍ عميق ممزوجٍ بعتاب ليس بلطيف، و رغم ذلك كانتا أجملُ عينانٍ رأيتها.
كانت ترتدي ثوباً قد رُبط على خاصرتها التي لطالما اردتُ تطوقيها بكلتا ذراعايّ، يُزين ثوبها العديدُ من الألوان التي تجعل عيني تسترخيان، تضع أحمر شفاه بلونٍ يجعلنِي أشتهي قُبلة شقيّة.
في يدها اليُسري ساعة ذهبية بلون الأصيل، كادت الساعةُ أن تنغمس بيدها الحريرية ذاتَ اللونِ القمحي الفاخِر.
خاتِمُ ذهبٍ على شاكلة جنيه الذهب الإنجليزي، أحالت بعده تاريخ جميعَ دُورِ صكوك العُملة و الذهب إلى مزبلة التاريخ و اثبتت أنّهم يكذبون، صكّ الذهب الحقيقي في الأصبع الأوسط ليدها اليُسرى، و صكوك الغفران أيضًا ليست لدىٰ الرهبان في كنائسهم بل كانت تنبعثُ مِن بين فكيها، لها خيارُ أن تغفر لي و أن تُسكنني قعر الجحيم، و إنّ على لسانها طلاوة تُربّت على أذنيّ كتربيت الأم على طفلها.
الخمار يُضرب على رأسها و وجهها كسيّدة حُبلى بالقيم و التقاليد.
حتى حذاءها كان عادِلاً لم يكُن ذو كعبٍ عالٍ ولا هو بالمنخفض، قواماً بين ذلك.
لو أنّ نساء الكونِ رأين قطعة الفضة التي تستوطن الجانب الأيمن مِن أنفها المُكحف لما تجرأت إحداهن للبسها!.
رُغم كل حديثِي عن ما ترتديه و عن جمال عينيها و خديّها المتوردين؛ ليس هذا الجزء المفضل لدي فيها.
الجزء المُفضل عندي ما تُخفيه بداخلها مِن ذكاءٍ و حنكة، تفطر قلبي عندما تثني حاجبيها !
احب أن اكذب عليها لا لشيء بل لأرى تلك النظرة التي مفادها قُل غيرها انت لا تعرف كيف تكذب علي!.
يا سعادِي و سعدي، أحيلي الخراب بداخلي عمرانًا و بساتين، إبسطي يديكِ لي فأنّا غريقٌ بين حاجبيك أحوال النجاة و الفكّاك.
احبُك واحدٌ و عشرون مرة، مرة لكُل عامٍ عشتيه.
#سُعاديات