Get Mystery Box with random crypto!

عزيزي! أعِرني قَلبك لحظة من فَضلِك أنا خائفة، متردّدة، مُستوِح | ديستوبيا-Dystopia

عزيزي!
أعِرني قَلبك لحظة من فَضلِك
أنا خائفة، متردّدة، مُستوِحشة في هذا اللّيل
تخطر في بالي ألف فكرةٍ وفكرة
وحده قلبك سينقذني ممّا أنا فيه!

اللّيل في عيني كثيف
كثيف جدًّا
يُرخي ستائر قلَقه في روحي
ويرحلُ مع الشّمس،
ثمّ يرجع!
وأنا بينَ رحيله ومجيئه ألبسُ صوتَك
كمعطفٍ صوفيّ سماويّ دافىء جدًّا
أمررُ به أصابعي بكلّ بطء
أتحسّس الكلمات واحدة واحدة
وأستريح عند كلمة "طمنيني عَنِك"
آخذ نفسًا عميقًا
ثمّ أنظرُ بدهشةٍ إلى داخلي
وأسألُ سؤاليَ المُعتاد
"تُرى كيفَ تسأل الطّمأنينَةُ عن نفسِها!"
أنا هُنا
في منطقة بعيدة، بارِدة، هادئة، عالية لكنّها صامتة تمامًا
صوتُ بائع الكعك فيها لم أسمعه منذ زمنٍ بعيد
والمئذنة ما عادت تصدح إلّا بصوت الأذان وآية "إنّا لله وإنّا إليه راجعون"
أصوات السّيارات التي كنتُ أتأفّف منها باتت تسعِدني وكأنّها تذكّرني أنّه لازال من هم على قيد الحياة هنا

أمّا عن الخوف، فاسمَع
أخاف أن لا تُنصفني الدّنيا
فلا نلتقي مجدّدًا
ولا أنظر إلى عينيك مرّة أخرى
أن يموت أحدنا ويعيش الآخر في حرقة الفَقد
أحيانًا أودّ لو أرحل قبلَك
حتّى لا أفتّش عنكَ لحظةً فلا أجدك
ثمّ أقولُ ماذا لو فتّشتَ أنتَ عنّي ولم تَجِدني!
ماذا لو ضاق صدرك بحديث، أو ألمٍ، أو قهرٍ
ولم تجد قلبي بانتظارِك!
ماذا لو آلمتكَ روحك كلّما نظرتَ إلى كلامي؟
حسنًا سأصمُت
أعرفُ أنّه لا يروق لكَ هكذا حديث
أعتذرُ إن كانت رسالتي سوداء اليوم
لكن لا بأس، لتَكن كذلك،
أريدُ أن أتخلّص من هذه الفكرة التي تلتهمني على مَهل
أن أقول لك أنّني لم أولَد إلّا عندما جئت أنتَ
ولم أعرف كيفَ يكون الاحتواء إلّا معك
ولم أعرف أنّي أعيشُ في هذه الدّنيا من أجلِك.