Get Mystery Box with random crypto!

رسالة انتحار لأن الحياة فرض ما أكثر أولئك الأحياء فقط لأن | ديستوبيا-Dystopia

رسالة انتحار


لأن الحياة فرض

ما أكثر أولئك الأحياء فقط لأن الحياة فرض والاستراحة منها ذنبٌ ديني، وعقوق للأهل، وجرحٌ في قلوب الأحبّة والأصدقاء، أعرف أشخاصًا كثُر على "قيد الحياة" حرفيًا فهي قيدهم الذي كبلتهم بهِ الروابط الدينية والمجتمعية ولا سبيل للتحرر من هذا القيد، هم بالكاد أحياء ولكنهم لا يعيشون، بين العامة يمارسون الحياة وبعُزلتهم يمارسهم كل ما هو نقيض للحياة، هم تقريبًا موتى ولكن جثثهم لا تزال تصدر أصواتًا وتنفُث الهواء وتستنشقه، لمساتهم بارِدة ونظراتهم مُنطفئة ولضحكاتهم صوت هبوب الريح في شارعٍ مهجور .. ليست دعوةً للترويج لأفكار سوداوية أو تبريرًا ودعوة تشاؤمية بقدر ما هي تصريح بأن المرء قد يكون حيًا فقط لأن لا شيء آخر يمكنه القيام به، على العالم أن يعرف هذه الحقيقة ويلتفت لهؤلاء للحظة ويصمت دقيقة حداد على هذه الجنائز المؤجلة، أن يخرس لوهلة ويكفّ عنهم ثقله ويحملهم على الأكتاف.. من أجل كل الذين لم يجدوا بعد سببًا للعيش ولكنهم لا يزالون أحياء، من أجل كل الذين يواصلون ممارسة التقدم في العمر هكذا دون سببٍ واضح ومبرر حقيقي وغاية ملموسة، من أجل كل الذين يكتبون أو يقرأن نصوصًا طويلة لا تُذكر فيها كلمة الموت لمرة واحدة إلا أنها كل ما يتبادر إلى أذهانهم، من أجلكم أنتم: لستم وحدكم، هذا العالم مُكتظ بنا، وبعضنا يشعر ببعض ولو لم يكن ذلك صراحةً، كونوا بخير، ابقوا أحياءً من أجلكم أنتم، لكم في هذا العالم البائس شيء جميل فانتزعوه.