Get Mystery Box with random crypto!

'سقطات' السقطة الأولى: إيمانٌ أحلَلْتُه علينا بينما تجتاحك غر | ديستوبيا-Dystopia

"سقطات"

السقطة الأولى:
إيمانٌ أحلَلْتُه علينا
بينما تجتاحك غريزة التَّرك؛
فبها أودعتَني الحيرة
ككبسولةٍ صباحيَّة أتجرعها رغما عني.
وبها ودَّعْتَ ظلَّك الحاني،
وأغنيةً ترنَّمْنَا بها سويًّا في غيْبَةٍ من القسوة.
كنتُ صغيرةً تنتظرُ كفَّك الواسع
كوسادة أضع عليها رأسيَ المتعب
فأُشْفَى من كابوسٍ ظالمٍ عرف طريقه إليَّ.

وكنتَ كبيرًا تستطيع محوَ العثراتِ
بقولٍ واحدٍ، وعناقٍ واسع.
وتُهَوِّد اللحظة لتصبح عالمًا سِحريًّا
ألجأ إليهِ؛ كي ألهو بمرحٍ،
فتَبْسِم بفرح.
وتصنعُ طائراتٍ من ورقٍ
وتقول إنها تُشبهني؛ فأصدقك؛
وأغزل أجنحةً تُقرِّبني من الغيوم،
وتملأني بنشوة التحليق الحرِّ،
بعيدًا عن قيدٍ يَظلِمُ،
وزنزانةٍ صلبة.

السقطة الثانية:
وهمٌ أسقْطته عليكَ
كشخصٍ لا تجدُ الهواجس سبيلًا إليه،
بينما تغوص أنتَ داخل كذبة فارغة،
لا تعني إلا انتفاء شيء يُدعَى "العدالة".
فبِهِ جردتكَ من آثامِ البشرِ،
وعاملتُكَ كرفيقٍ عالمٍ لا يُخطئ.
وبهِ أصمتُّ صوت الغضبِ؛
ظنًّا بأنكَ أكبر من خطايا الآلهة،
وأفضل من أن تسقط داخل فخِّ الأنانية.
كنتُ حالمةً؛ أرى
في كل ثقبٍ بيتًا دافئا،
وفي كل ظُلْمَة أخيلة سعيدة،
وفي كلِّ نهارٍ أمنية لا تموت.
وأبْصرُ في نظرتِكَ محبَّة أبدية،
وفي كلمتكَ صدْقًا لا يخدع،
وفي خطوتِكَ أمانًا لا يمَسُّه تيه.
وكنتَ حكيمًا؛
ترى المرايا مهشَّمةً؛ فتُلْصِقُها بحبِّكَ.
وتدرِكُ ضلال الخديعة؛ فلا تنطلي عليك.
وتُنْصِتُ للأفواهِ المتضخِّمة؛ ولا تؤثر بك.
تتمادى في تصديقِ الخيرِ،
وتعلِنُ في كلِّ ركنٍ أنه جزءٌ منَّا.

السقطة الثالثة:
أزليَّة بقاءٍ ألْصَقتُها بك،
كـ قطعةٍ من أحجيَة الحبِّ لا تضيع أو تهترئ.
بينما مضَيتَ في عنادكَ،
تريد ما لا أريد،
وتلعنُ كلَّ ما يأتي منِّي.
بها تعثَّرتُ بمثاليةٍ ظننتُها أنتَ؛
يقينًا بأن ما أراهُ، حقيقة لا تُنْكر.
وبها حدَّثتُك ندًّا بِنِد؛
علمًا بأنك أنضجُ من أحكامٍ عمياء،
وأفكارٍ ميتة.
كنتُ آملُ بأن أجوب العالم،
وأكتب اسمي في كل زاوية منه.
وكنتَ عنيدًا لا تنظرُ إلا إليكَ،
وإلى البقعة التي تقف عليها.
صمدتُ في وجهِ قياصر أرادت تحطيمي.
وعجزتَ عن كتمِ الحزن في عينيك.
تألمتُ ولم أملُكُ منكَ إلا أوقاتًا قليلة مضَت،
وتعذَّبتَ بانتزاعي لنفسي من ضلوعكَ.

وكقولٍ متأخرٍ وأخير،
أشفيك من تيهك، وأقول:
"لا يُمكِنُ لاثنان أن يُصْبِحا واحدًا،
ولا يُمْكِن للنَّفْس إنكارُ ما بِها.
ولأن عودَة الرُّوح تتطلَّبُ رحيلًا أحيانًا؛
فتمزيقُ أواصِر ما بيننا واجبٌ آمنتُ به.

ولأنكَ كنتَ أنتَ،
فلا سبيلَ لهدمِ ما بينتَه منِّي
بشغفٍ صادقٍ،
وحبٍّ رائق."

وأنتهي بـ
"أنا، كموسيقى منكَ،
وأنتَ، كحُلُمٍ أشبهَ بنور."