2023-01-15 21:33:32
إلى ابنتي نجلاء
— #اقتباسات_من_الكتاب —
مناجاة الله ولو لثوانٍ تمنحني طاقةً هائلة لا تُقدَّر بثمن، أجدها حين أحتاجها في المصائب والمُلمات، وفي مدارج الحياة العادية، وأجدها حين تُواتِيني فرصةٌ للسَّعادة والهناء فيهجم وَحشٌ كاسر مِن الخوف أو الذكرى؛ لينغِّصَ عليَّ سعادتي، فأجدُ ربي يمنحُني الحماية والرضا والعطف، ويمنحني الفرصة بعد الفرصة؛ حتى أكون سعيدًا.
أعرف حقًّا أن الظروف المحبطة المحيطة والنماذج الدينية السيئة تصدُّ عن سبيل الله، وأن الفَهم المؤدلَج ضَيَّقَ سَعةَ الدين، وغيَّب المفهوم الإنساني للحياة وللدين معًا، أو كاد، فليكن قدرنا أن نجاهد لتجلية المعنى الجميل للإسلام، وتحقيق النموذج الراقي لها في عالم الإنسان.
والمرء قد يفكِّر في قضية ما وهو مكروب محروب، فيخلُص فيها إلى رأي يتيقَّنه بعقله وقلبه، فإذا تغيرت حاله، وانفسح أمره، وجاءته البشرى، وفُتحت الدنيا، فنظر في الأمر ذاته فاستغرب ما كان يظنُّه يقينًا وعزف عنه، ومال إلى غيره بقلبه وعقله، فالفكر والرأي ليس بمَعزِلٍ عن معاناتنا النفسية والعاطفية.
تتبعت سير بعض الناكبين عن الصراط فرأيت منهم مَن ترك التدين، ومنهم مَن كره المتديِّنين، ومنهم مَن ألحد -والعياذ بالله- ورأيتُ أن الأمرَ في غالبه لا يعدو أن يكون تردِّيًا في حالة نفسية استحكمت؛ بسبب غياب الأُنموذج والقدوة التي تمتلك الصبر والاتِّزان والهدوء الكافي لتَقْبَلَ الحق وتفرحَ به {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}، تفرح به في بيداء الحياة الحارة التي لا يقطعُها المرء إلا أن يكون آويًا إلى رُكن شديد، ومتَّصلاً بالقوة الربانية التي هي فوق حدود البشر.
في ظلِّ ظروفنا الحالية وأوضاعنا التي تسهم في زعزعة الإيمان في قلوب الكثيرين، نحتاج إلى قدوات حية، تتعالى عن الواقع المرِّ، وتحرص على إعادة ثقة الأجيال بدينها، بل ثقة الأجيال بنفسها وحاضرها ومستقبلها، الدِّين تعزيز للعقل، وتحفيز لطاقاته، وليس في الدِّين ما نخشى من إثارته أو الحديث عنه أو مناقشته، بَيْد أنَّ فَهْمَ الناس وضِيقهم وعَجَلَتَهُمْ تُخيِّل للإنسان أن الأمر ليس كذلك.
#بناتي | د. #سلمان_العودة
╮ا برنامج القراءة التربوي ا╭
تيليقرام | فيسبوك | تويتر
إنستقرام | واتسـب | كـورا
116 viewsمحمد عمر, edited 18:33