Get Mystery Box with random crypto!

مازال كثير من المسلمين يتعاملون مع محفّظي القرآن، ودُور تحفيظ | أكاديمية المسلم الصغير للتحفيظ والتربية ♥️

مازال كثير من المسلمين يتعاملون مع محفّظي القرآن، ودُور تحفيظ القرآن مُعاملة( درجة ثانية) وربما ثالثة ورابعة!
بداية من اختيار المواعيد وختامًا بدفع الأجر، مرورًا بطريقة تقدير المحفّظ، وحُسن التعامل معه.
تدخل الإجازة الصيفية، ويبدأ الأهل في تنظيم أوقات أولادهم، ما بين تدريبات رياضية، وبرامج ترفيهية، وما أشبه، وعند الملتزمين المُحبّين يدخل( حفظ القرآن) ضمن البرنامج الصيفيّ، لكنّ كثيرًا من أولئك يجعل الاتفاق مع المُحفّظ في ذيل البرنامج، بعد أن يتفق على مواعيد النادي، وأوقات التدريب بما يُوافق أوقات المركز وظروفه، ولا يبقى للقرآن إلا أوقاتٌ محدودةٌ، وأيام مُعينةٌ؛ إذا وافقت المُحفّظ وصادفتْ وقتًا خاليا عنده، فخير وبركة، وإذا لم توافق ولم تُصادف فـ( يفتح الله) وربما تُلغى الفكرة مؤقتًا، ثم تذوب في حرّ الانشغال بالبرامج الأخرى، ولا يبقى منها إلا الأثر الذي يتبخّر مع الأيام ويتلاشى، إلى أن تنتهي الإجازة كلها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وإذا استطاع بعضهم توفيق الأوضاع واختيار أوقات مناسبة، فإن الاتفاق على الأجر لا يخلو من الاستنصاح و( الفصال) السمج الذي يصل حد الإحراج والمضايقة. رغم أنهم لا يفعلون عُشر مِعشار ذلك مع المدرسين والموادّ الأخرى، فضلا عن النوادي والتدريبات وغير ذلك.
أيها المسلمون، إن من إكرام القرآن وإعزازه إكرام أهله وحامليه وإعزازهم، فما بالكم وقد أتى هذا الذي ينبغي أن يُكرّم ويُعزز إلى باب بيتك أو انقطع وتفرّغ لُيحفّظ أبناءك ويعلمهم أشرف كلام؟!
إن كثيرًا من مُحفظي القرآن الكريم في هذا الزمان الذي عزّ فيه المحفظون، منقطعون لهذا الأمر الجليل، وهؤلاء لهم بيوتٌ، وعندهم أبناء، وعلى كاهلهم مسئوليات كثيرة وكبيرة، شأنهم شأن غيرهم، وليسوا دراويش أو مختلفين عن غيرهم. فمن يكفيهم في بيوتهم ويحمل عنهم مسئولياتهم وأنتم تبخسونهم حقوقهم، وتُفاصلون في أجورهم؟! وأنا أعرف بعض المحفظين المهرة الذين يساوي الواحد منهم وزنه ذهبًا يعيش كفافًا ويقضي بقية شهره سلفًا ودينا، لقلّة الدخل، وضعف الأجر.
ألا تعلمون أن كثيرا منهم من أصحاب الشهادات العالية، والكليات المرموقة، وقد ترك اللهث وراء الدنيا والوظيفة والسفر وما شابه، ليتوفر لهذا الأمر الجليل، ولتجد أنت من يقوم بتحفيظ ولدك القرآن، فهذا جزاؤهم، وتلك عاقبتهم؟!
أنا أعرف كثيرًا من الآباء يدفع مئات الجنيهات في حصة اللغات، وعند القرآن يستكثر أن يدفع للمحفظ في شهر كامل ما يدفعه في حصة واحدة من تلك الحصص أو ( السيشنز)!
ألا أيها المسلمون، لا عزّ لكم ولا شرف لكم إلا إذا أكرمتم أهل القرآن وأعززتموهم؛ اكفوهم وادفعوا لهم ما يستحقون وفوقه( حبّة مسك) فليسوا بأقل من غيرهم، وليس القرآن أقل شرفًا من بقيّة المواد التي تدفعون فيها أضعاف أضعاف ما تدفعونه في درس القرآن. اكفوهم وأكرموهم ووسعوا عليهم، واحتسبوا الأجر عند الله، وهو المسئول أن يبارك لكم في أرزاقكم وأولادكم، ويُعوضكم خيرًا كثيرًا، وبه نستجلب العطايا.

عمر أبو اليزيد