احدى الصويحبات المقربات عُقد قرانها فهامت به كثيرًا وأحبّته حب | مُحبة القرآن إسراء السعدني.
احدى الصويحبات المقربات عُقد قرانها فهامت به كثيرًا وأحبّته حبًّا عظيمًا، حتى إنّنا نرى في وجهها حبّها له إذا تحدثت عنه، انقطعنا فترة فعلمت فيما بعد أنّ خطبتها فسخت فحادثتها وقد علمت أنّ قلبها موجوع جدًّا، أوصيتها أن إذا أرادت الحديث أن تتصل بي دون أن تنتظر أبدًا مضت الأيّام حتى أتاني اتصال منها ولازلت أذكره كأنّما هو اليوم، بعد التحيّة والسلام قالت: يا هناف، قلبي يكاد يتفطر ألمًا وشوقًا وحبًّا له! أخبرتني بالسبب وهي تبكي بكاء مريرًا وكان السبب في نظرها لا يستحق أبدًا أن يخطو مثل هذه الخطوة، ولم تر أنّه سبب مقنع لإنهاء عقد حفّته بحبّها له قد يكون هناك أسباب مقنعة أخرى لكن لعله تحفّظ بها لكنّها لم تعذره، أخبرتني أي رجل هي تراه حتى أنّي تعجبت من مدحها له رغم أنّ السبل تفرّقت، وتساءلت أيّ منزلة احتلها في قلبها إلى هذا الحدّ ؟! بعد أن انهت حديثها حدثتها عن خيرة الله لعباده، وكما أنّها صدقت في حبّها له وتمسكها به أن الله معوضها خيرًا، فبعد أن هدأ قلبها أوصيتها بالدعاء والتضرع لله بأن يعوضها خيرًا ويجبر قلبها، فلما طاب خاطرها قلت لها ممازحة ومنهيةً الحديث يا أمل: لعل الله مبدلك بخير منه حتى أنّك لتقولين بملء فيك وقلبك وعقلك؛ الحمد لله الذي صرفه عنّي بحكمته ورحمته ولطفه انتهى الحديث مضت الأيّام فإذا بها تتصل علي بعد فترة طويلة تعزمني لحضور عقد قرانها حضرت وقلبي مبتهج بعوض الله لها، تمت الملكة والزواج والآن عليها ولد كالبدر تبارك الله الشاهد أنّها اتصلت بيّ الليلة لتقول لي: والله يا هِناف ما توقفت عن الدعاء بالجبر حتى رأيت الاجابة، ومادعوت الله بحرارة وألم إلاّ وجدت برد الرضى ويقين العوض، والله أن الله أبدلني خيرًا ممّا أحببت ورزقني الله رجلاً جعلني أقول: الحمد لله الذي صرفه عنّي وعوضني خيرًا كثيرًا، زوجا كريمًا رزقت منه الولد فالحمد لله، ولو رجعت بيّ الأيّام لما بكيت على الراحلين ولا حزنت عليهم أبدًا فأقول؛ الله قد يبتليك بمن أحبّته نفسك، وعظم في قلبك ليرى صدقك ورضاك، ويسمع إلحاحك وتضرعك ورجائك لما عنده سبحانه، وإنّ الله لجابر قلب كلّ كسير، فلا تظن في ربّك إلاّ خيرًا "ففي الله عوض من كل فائت، وخلف من كل تالف، وعزاء من كل ذاهب، وسلوة عن كل صاحب" فلا تحزن ..
