2021-07-03 17:33:31
محمود درويش, أما أنا، فأقول لاسمي:
أمَّا أَنا، فأقولُ لاسمي: دَعكَ منِّي
وابتعدْ عنِّي، فإني ضقتُ منذ نطقتُ
واُتَّسَعَتْ صفاتُك! خذ صفاتِكَ وامتحنْ
غيري... حملتُك حين كنّا قادرَين على
عبور النهر مُتَّحدين (أَنتَ أنا)، ولم
أَخْتَرْكَ يا ظلِّي السلوقيَّ الوفيَّ، اختاركَ
الآباء كي يتفاءلوا بالبحث عن معنى.
ولم يتساءلوا ماذا سيحدُثُ للمُسَمَّى عندما
يقسو عليه الاسمُ، أَو يُملي عليه
كلامَهُ فيصير تابعَهُ... فأين أَنا؟
وأَين حكايتي الصُّغرَى وأوجاعي الصغيرةُ؟
تجلسُ امرأةٌ مَعَ اسمي دون أَن
تُصغي لصوتِ أُخُوَّةِ الحيوان
والإنسان في جَسَدي، وتروي لي
حكايةَ حُبِّها، فأقول: إن أَعطيتِني يَدَكِ
الصغيرةَ صِرتُ مثلَ حديقةٍ.. فتقولُ:
لَسْتَ هُوَ الذي أَعنيه، لكنّي أُريدُ
نصيحةً شعريّةً. ويحملقُ الطلّاب في
اسمي غيرَ مُكترثينَ بي، وأنا أَمُرُّ
كأنّني شخصٌ فضوليٌّ. وينظرُ قارئٌ
في اسمي، فيُبدي رأيَهُ فيه: أُحِبُّ
مسيحَهُ الحافي، وأمّا شِعرُهُ الذاتيُّ في
وَصفِ الضبابِ فلا!... ويسألُني:
لماذا كنتَ ترمقُني بطَرفٍ ساخرٍ. فأقولُ:
كنت أحاورُ اسمي: هل أَنا صِفَةٌ؟
فيسألُني: وما شأني أنا؟
أمَّا أَنا، فأقولُ لاسمي: أَعْطِني
ما ضاعَ من حُرِّيَّتي!
546 views14:33