2022-07-25 23:02:35
*كلمات تلامس القلوب *
لا أُحصي عدد المرّات التي ذابَ بها قلبي، وتملّكني شعُور الحُبّ الصادق، والإعجاب الشديد، في كلّ مرَّة قرأتُ فيها *نبضات الحنان تمتدّ من قلبه الرؤوم ﷺ لتصل قلُوب أصحابه؛ جبْرًا لخواطرهم، ورحمةً بهم..*
يوم أن كشفت الريح عن ساقيّ ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- وضحِكَ القوم منه، فتصدّى له النّبي ﷺ مُباشرة، وأعلى شأنه، *وجبر خاطره*، وبيَّن مكانته عند ربّه، فقال: *"والذي نفسي بيده، لهُما أثقل في الميزان من جبل أُحد"*
الله أكبر !!
تجيء عائشة -رضي الله عنها- إليه ﷺ *وهي تعلم من حبه وحنانه وعطفه وشفقته*، فتذكُر له حاجتها، فتقول: يا رسول الله، كل صواحبي لهُنّ كُنى، فقال: *"اكتني بابنك عبدالله"*، يعني ابن أُختها عبدُالله بن الزُبير..
قال: فكانت تُكنّى بأُمِّ عبدالله.
في اللحظة التي *احتضن فيها النّبي ﷺ رجلاً من البادية*، يُقال له: زاهرًا، فقال ﷺ: "من يشتري هذا العبد؟" فقال زاهر: تجدني يا رسول الله كاسدًا..
قال ﷺ: *"لكنّك عند الله لست بكاسد"* وفي لفظ: "بل أنت عند الله غالٍ"
*يجبر عليه الصلاة والسلام خواطر الأنصار*، يوم أن يقسم الغنائم التي أفاءها الله عليه بعد حُنين، قسم للمؤلّفة قلوبهم، و و ...
ولم يُعطِ الأنصار شيئًا..
فكأنّهم وجدوا إذ لم يُصبهم ما أصاب النّاس..
والنّبي ﷺ يقرأ ما في الملامح!
فجبرهم وقال:
*"أترضون أن يذهب النّاس بالشّاة والبعير، وتذهبون بالنّبي ﷺ* إلى رحالكم..
لولا الهجرة لكُنت امرأً من الأنصار..
*ولو سلك النّاس واديًا وشِعبًا، لسلكتُ وادي الأنصار وشِعبها..*
الأنصار شعار، والنّاسُ دِثار"
*يا غِبْطة الأنصار بهذه الخصيصة !*
*يضع النّبي ﷺ يده الشريفة على صدر شابٍ* يجيء وغريزة الفاحشة تتأجج في صدره!
ويطلب من النّبي ﷺ أن يأذن له بالزنا، فلمّا زجره القوم..
*يعطف النّبي ﷺ به وبحاجته،* فيقولﷺ:
"ادنُه، فدنا منه قريبًا" إلى أن وضع يده عليه وقال: "اللهمّ اغفر ذنبه، وطهّر قلبه، وحصّن فرجه" *وأيّ جبر للخواطر أحنّ من أن تمدّ يدك لمن يطلب المعصية*، وتأخذ به إلى اللُطف في التوجيه والنّصيحة؟
*وأختم بهذا المشهد*، الرجل الذي توفي ابنه، فحزن على فراقه أيّما حُزن، *وغادر حلقة النّبي ﷺ منكسرًا خاطره*، إلى أن تفقّده النّبي ﷺ، ما لي لا أرى فُلانًا؟
قالوا: يا رسول الله ﷺ توفي ابنه..
*فلقيه النّبي ﷺ مهتمًا لشأنه، جابرًا له خاطره، ماسحًا زفرات ألمه وحُزنه، مُعزيًا له..*
أيُّما أحب إليك أن تُمتّع به عمرك، أو لا تأتي غدًا *إلى باب من أبواب الجنَّة إلا وجدته قد سبقك إليه* يفتحه لك؟
قال: *يا نبيّ الله، بل يسبقني إلى باب الجنّة فيفتحها لي لهو أحبُّ إليّ. قال ﷺ: "فذاك لك"*..
صلّى الله، وسلّم، وبارك على نبيّنا مُحمّد ﷺ، *جابرًا للخواطر، جامعًا بين العلم والرّحمة والدعوة والإنسانيّة*..
*مُتفقدًا لأحوال صحبه*، مُبديًا لهم محبّته ورحمته وشفقته، مُبينًا لهم وُدّه وقُربه، مُشاركًا في أحزانهم وهمُومهم وآلامهم..
*سألتُ الله أن يجبُرنا بأن يفيض علينا من يتأسّى بأخلاقه ﷺ لينشر الدفء بين قلوب العالمين.*
58 views20:02