Get Mystery Box with random crypto!

، يقول لك الطبيب: لا «تنرفز»؛ أي لا تغضب. ومع ذلك نرانا نغضب ل | رَحَلَات⏳🎞

،
يقول لك الطبيب: لا «تنرفز»؛ أي لا تغضب. ومع ذلك نرانا نغضب لأدنى سبب. ولعل عذرنا موجود فيما سبق من كلام لنكولن. قال لي أحد أطباء العيون: عش هادئًا خاليًا من التفكير إذا شئت المحافظة على ضوء عينيك عش عيشة نبات. فضحكت وقلت: وما رأيك لو عشت عيشة حيوان؟! فأجاب: لا، إن الحيوان أقل تفكيرًا من الإنسان، هو يغضب حين يفترس، وأنت يجب أن لا تغضب أبدًا … قلت: إذن تريد أن تجعل مني طوباويًّا حيًّا. فقال: كن أكثر من قديس، إذا شئت المحافظة على نعمة النور. وعملت بمشورته أسابيع، فبان لي الفرج، وصرت إذا استفزني الغضب، أتذكر وصية الطبيب، ولكني لم أستطع الحياة بدون فكر. كنت أغضب إذا غنت الذبانة وحدها، كما قال عنترة، وبقيت كذلك حتى قرأت أخيرًا كلمة العالم البسيكولوجي فرنسيس جيمس: «إن الله يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، ولكن جهازنا العصبي لا يغفرها أبدًا.» فهو يصرعنا فورًا.

نعم؛ نحن معرضون للغضب في كل دقيقة. يغضبنا أكثر ما يحدث في بيوتنا، وأكثر أعمالنا وفي شوارعنا، نغضب حتى إذا لم تجرِ الريح كما تشتهي سفننا أو لم تمر بنا بترتيب. لقد تنافست العرب في الحلم والتغلب على الغضب، فأصبح الناري الطباع حليمًا، واسع الصدر، طويل البال، كما سنسمع من أخبارهم،قال رجل لرسول الله ﷺ: أي شيء أشد؟ فقال النبي: غضب الله، فقال الرجل: وما يباعدني من غضب الله؟ فأجابه الرسول: أن لا تغضب. وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أحد عماله: لا تعاقب وأنت غضبان، وإذا غضبت على أحد فاحبسه. فإذا سكن غضبك فأخرجه فعاقبه على قدر ذنبه، ولا تجاوز به خمسة عشر سوطاً
وقال الصحابي أبو ذر لعبده: لماذا أرسلت الشاة على علف الفرس؟ فقال: أردت أن أغيظك وأغضبك. فقال أبو ذر: لأجمعن مع الغيظ أجرًا، أنت حر لوجه الله تعالى.

-آخر حجر |مارون عبود