2022-07-22 23:38:26
حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي؛ قال: كان العباس بن الأحنف إذا سمع شيئاً يستحسنه أطرفني به، وأنا أفعل مثل ذلك، فجاءني يوماً فوقف بين الناس، وأنشد لابن الدمينة من الطويل:
ألاَ يَا صبَا نَجْدٍ متى هِجْتِ من نجدِ
لقدْ زادني مَسْرَاكِ وجداً على وجد
أإن هَتفتْ ورقاء في رونق الضحى
على فَنَنٍ غضّ النبات من الرَّندِ
بكيتَ كما يبكي الوليدُ ولم تَكُنْ
جَزُوعاً وأبديتَ الذي لم تكن تُبْدِي
وقدْ زعموا أنَّ المحبَّ إذا دنا
يملُّ وأن النأي يشفي من الوجد
بكل تَدَاوينا فلم يُشْفَ ما بنَا
على أنّ قربَ الدّار خيرٌ من البعد
على أن قربَ الدار لَيسَ بِنافعٍ
إذا كان منْ تهواهُ ليسَ بذي وُدْ.
ثم ترنح ساعة ترنح النشوان ودبح أخرى، ثم قال: أنطح العمود برأسي من حسن هذا، فقلت: لا، ارفق بنفسك.
86 viewsأحمد العبد, 20:38