Get Mystery Box with random crypto!

الإمام البخاري وكتابه «التاريخ الكبير»... قال محمد بن أبي حات | فوائد حديثية من د. خالد الحايك

الإمام البخاري وكتابه «التاريخ الكبير»...

قال محمد بن أبي حاتم ورّاق الإمام البخاري: سمعت البخاريّ يقول: "لو نُشِرَ بعضُ أُسْتَاذِي هؤلاء لم يفهموا كيفَ صنَّفتُ (التاريخ)، ولا عرفُوهُ"، ثُمَّ قال: "صنَّفْتُهُ ثلاَثَ مَرَّاتٍ".
قال الحافظ مُغلطاي بن قُليج: "عادة البخاري يذكر شيئاً، ويعترض بشيء، ثم يذكر شيئاً آخر، فمن لا يتدبره لا يكاد يفهمه. ولهذا قال لما بلغه عيبُ من عابَ تاريخه: بالله، إن مشايخهم لا يفهمونه، ولا يكادون يهتدون لموضوعه".
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت البخاري يقول: "أَخذ إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه كتاب (التّاريخ) الذي صنَّفْتُ، فَأَدخلَهُ على عَبْدِاللهِ بنِ طَاهِرٍ، فقال: أَيها الأَمِيْرُ، أَلا أُرِيكَ سِحْراً؟ قال: فَنَظَرَ فِيْهِ عَبْدُاللهِ، فَتَعَجَّبَ مِنْهُ، وقال: لَسْتُ أَفهُمُ تَصْنِيْفَهُ".
قلت:
ابن راهويه شيخ البخاري عرف قيمة كتاب تلميذه فوصفه بالسحر لما عرضه على الأمير ابن طاهر، وتعجب من طريقة تصنيفه، وأنه لا يوصل لما فيه من مقاصد بسهولة.
فليس عيباً أن لا يفهم الأستاذ ما يفهمه أو يُصنّفه تلميذه..
فالعلوم مِنح إلهية.. والقدرات العقلية، والمعرفة الذهنية تختلف من إنسان لآخر...
وكم ظُلم هذا الكتاب العظيم من كثير من طلبة العلم المتسلقين ظنّاً منهم أنهم يفهمونه حقّ الفهم!! وكم ظلم بتلك التحقيقات السيئة إلا ما كان من طبعة الإمام المعلمي اليماني على عوز فيها بحسب ما توفر له من نُسخ ودعم – رحمه الله – فقد كان أمة وحده، لكن الأمة ظلمته، ولم يعرفوا قدره إلا بعد مماته!
ولنا بفضل الله عمل كبير على هذا الكتاب منذ سنين، لعله يخرج في (50) مجلدة، ولن نتوانى فيه حتى نهلك أو يتّمه الله علينا بإذنه تعالى، وهو حسبنا سبحانه.