2022-06-14 04:59:10
*قصّة عجيبة في غضّ البصر*
*خرجَ العبد الصالح سليمان بن يسار -رحمه الله- من بلدته مسافراً ومعه رفيق له ، فانطلقوا إلى السوق ليشتري لهم طعاماً ، وقعد سليمان ينتظره ،*
*وكان سليمان بن يسار وسيماً قسيماً من أجمل الناس وجهاً ، وأورعهم عن محارم الله!!*
*فبصُرت به أعرابيّة من أهل الجبل ، فلما رأت حسنهُ وجماله انحدرت إليه ، وعليها البرقع ، فجاءت فوقفت بين يديه ،*
*فأسفرت عن وجهٍ لها كأنه فلقة قمرٍ ليلة التمام ثم قالت : "هبني".*
*فغض بصرهُ عنها ! وظن أنها فقيرة محتاجة تريد طعاماً ، فقام ليُعطيها من بعض الطعام الموجود لديه ،*
*فلمّا رأت ذلك قالت له : لستُ اريد هذا طعاماً ، إنما اريد مايكون بين الرجل وزوجته!!*
*فتغيّر وجه سليمان وتمعّر وصاح فيها قائلاً : " لقد جهزّك إبليس!!"*
*ثم غطى وجهه بكفّيه ، ودسّ رأسه بين ركبتيه ، وأخذ بالبكاء والنحيب!!*
*فلما رأت تلك المرأة الحسناء أنه لا ينظر إليها ، سَدلَت البرقع على وجهها، وانصرفت ورجعت إلى خيمتها.*
*وبعد فترة ، جاء رفيقه وقد اشترى لهم طعامهم، فلما رآى سليمان عيناهُ من شدّة البكاء وانقطع صوته ،*
*قال له : مايبكيك؟!!*
*قال سليمان : خيراً !! ذكرت صبيتي وأطفالي !!*
*فقال رفيقهُ : لا!! إن لك قصة!! إنما عهدك بأطفالك منذ ثلاث أو نحوها ،*
*فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بقصة المرأة معه!! فوضع رفيقه السفرة، وجعل يبكي بكاء شديدا ،*ً
*فقال له سليمان : وأنت مايُبكيك؟!*
*فقال رفيقه : أنا أحقّ بالبكاء منك!!*
*قال سليمان : ولم؟!!*
*قال : لأنني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرتُ عنها!!*
*فأخذ سليمان ورفيقه يبكيان!!*
*ولما انتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى ، أتى الحجر واحتبى بثوبه، فنعس ونام نومة خفيفة ،*
*فرأى في منامه، رجلاً وسيماً جميلاً طولاً ، له هيئة حسنة ورائحة طيبة ،*
*فقال له سليمان : من أنت يرحمك الله؟!!*
*قال الرجل: أنا يوسف النبيّ الصديق ابن يعقوب ،*
*قال سليمان : إن في خبرك وخبرِ امراةِ العزيز لشاناً عجيبا!*ً
*فقال له يوسف عليه السلام : بل شأنك وشأن الأعرابية أعجب!!!*
*من كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (191/2)*
* جزى اللَّهُ خيراً كل من قرأها وساعدنا على نشرها *
……………………………………………………
39 views01:59