2022-08-28 21:05:36
[8/27, 20:22] لعله خير: التوحيد أولا
رسائل .. قبل الأخير
شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وكتبه
. .
كشف الشبهات
( الدرس السابع والثلاثون )
قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى :
ولهم شبهة أخرى وهي قصة ابراهيم عليه السلام لما أُلقي في النار اعترض له جبريل في الهواء فقال له: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم :
أما إليك فلا فقالوا:
فلو كانت الاستغاثة بجبريل شركاً لم يعرضها على إبراهيم .
فالجواب:
أن هذا من جنس الهيئة الأولى فإن جبريل عرض عليه أن ينفعه بأمر يقدر عليه فإنه :
كما قال الله تعالى فيه:
(شديد القوى)
فلو أذن الله له أن يأخذ نار ابراهيم وماحولها من الأرض والجبال ويلقيها في المشرق أو المغرب لفعل،
ولو أمره أن يضع ابراهيم عليه السلام في مكان بعيد عنهم لفعل،
ولو أمره أن يرفعه إلى السماء لفعل.
وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلاً محتاجاً فيعرض عليه أن يقرضه أو أن يهبه شيئاً يقضي به حاجته
فيأبى ذلك الرجل المحتاج أن يأخذ ويصبر حتى يأتيه الله برزق لا منّة فيه لأحد،
فأين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون؟
جزى الله خيراً من قرأها وساعدنا على نشرها
============
[8/28, 21:04] لعله خير: التوحيد أولا
رسائل .. الأخير
شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وكتبه
. .
كشف الشبهات
( الدرس الثامن والثلاثون )
قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى :
ولنختم الكلام إن شاءالله تعالى بمسألة عظيمة مهمة جداً تفهم مما تقدم ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول:
لاخلاف أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل
فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلماً
فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما،وهذا يغلط فيه كثير من الناس
يقولون هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد أنه الحق ولكن لانقدر أن نفعله ولايجوز عند أهل بلدنا إلا من وافقهم،
وغير ذلك من الأعذار ولم يدر المسكين أن غالب أثمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه إلا لشئ من الأعذار
كما قال تعالى:
(اشتروا بآيت الله ثمناً قليلاً)
وغير ذلك من الآيات كقوله :
(يعرفونه كما يعرفون أبنآءهُم).
فإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهراً وهو لايفهمه ولايعتقده بقلبه فهو منافق وهو شر من الكافر الخالص:
(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار).
وهذه المسألة مسألة كبيرة طويلة تبيّن لك إذا تأملتها في ألسنة الناس ،
ترى من يعرف الحق ويترك العمل به لخوف نقص:
دُنيا
أو جاه
أو مداراة
وترى من يعمل به ظاهراً لاباطناً فإذا سألتهُ عما يعتقد بقلبه فإذا هو لايعرفه.
ولكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله أولاهما ما تقدم من قوله:( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)
فإذا تحققت أن بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله ﷺ كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه اللعب والمزح،
تبين لك أن الذي يتكلم بالكفر أو يعمل به خوفاً من نقص مال أو جاه أو مداراة لأحد،
أعظم ممن تكلم بكلمة يمزح بها،
والآية الثانية قوله تعالى:
( من كفر بالله من بعد إيمانهٓ إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان)
فلم يعذر الله من هؤلاء إلا من أكره مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان.
وأما غير هذا فقد كفر بعد إيمانه سواء فعله
خوفاً
أو مداراة
أو مشحة بوطنه أو أهله أو عشيرته أو ماله،
أو فعله على وجه المزح أو لغير ذلك من الأغراض؛إلا المكره.
والآية تدل على هذا من جهتين الأولى من قوله:(إلا من أُكره)
فلم يستثن الله إلا المكره ومعلوم أن الانسان لا يكره إلا على العمل أو الكلام وأما عقيدة القلب فلا يكره أحد عليها.
والثانية قوله تعالى:
( ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة) فصّرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب
الاعتقاد
أو الجهل
أو البغض للدين
أو محبة الكفر
وإنما سببه أن له في ذلك حظاً من حظوظ الدنيا فآثره على الدين،
والله سبحانه وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
أتمنى أنكم استفدتم وافدتم ..
أسأل الله أن يحيينا على سنة الرسول محمد ﷺ وأن يميتنا عليها بفضل الله تم نقل "كلام الشيخ "
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
وجزا الله خيراً من قام بنشر هذه الدروس
ومن قام بالمتابعة لها
نسأل الله العظيم أن يتقبل منا ومنكم
صالح العمل والقول
اللهم آمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيراً من قرأها وساعدنا على نشرها
============
70 views18:05