عن عُمرهِ فيما أفناه!' لِمَ لا تَقنع قَلبكَ أن بداية شَهر رمض | فور شباب
عن عُمرهِ فيما أفناه!"
لِمَ لا تَقنع قَلبكَ أن بداية شَهر رمضان من الغَد بإذن اللّٰه ، وإنه سيكون هذا العام " خَمسةٌ وثمانين " يومًا ، فعليكَ أن تجدَّ وتجتهدُ مِن الغَد لتُعتق من النَار.
فلمِلم شَتات ذنوبك، وقطِّع خبائث الهوىٰ ، واذهب إلى القُرآن بكُل حُب وابدأ في خَتم القُرآن، ولكّن هذهِ المرة ستكون ختَمة تدبُّر ، وفي شهرِ رجب ابحث عن الآيات والأحاديث والوقفات اللي ذُكر فيها " يُحبُهم " وانظُر مَن هُم أحبابُ اللّٰه، وما هي صفاتهم! وماذا فعلوا ليُحبّهم اللّٰه ، واسعى لتتجمَّل بها.
تلك هي مُهمتك في هذا الشَهر، بجانب خَتمة القراءة الطبيعة ، ألا وهي الوِرد اليوميّ الذي يروي قلبكَ كَما وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ، وسارع لصَلاة التراويح - قيام اللَيل - فصلي قبل النوم كُل يوم قدر استطاعتك، وتكوَّر أمام الله في السجود بكُل حُب.
أما عن شَهر شعبان! فهذا الشهر له طابع خاص ، وهذهِ الخَتمة ستكون مُختلفة تمامًا ، ابحث عن آيات التحذير، آيات النهي، آيات الذين يبغض اللّٰه فِعلُهم، ثُم اسعى وجاهد ألا تَفعل ما فعلُوا ، وضاعف الوِرد واسقي روحك أيضًا. وفي أخر يوم في هذا الشهر راجع ما تدبَّرت جيدًا، فأنت ستذهب إلى معركة ، سلاحك الوحيد فيها هو الأُنس بالله، وخُذ مع اللّٰه ميثاق غليظ أنك ستسعى لتجعل هذا الشهر - رمضان - مُختلف.
حتىٰ إذا جاء رمضان! أصبحَ التدبُّر عَادة وليس شاقٌّ على النفس، ويرىٰ اللّٰه سَعيك لقراءة القُرآن وهمَّتك فَيُضَاعِفَ وِردكَ أَضْعَافًا كَثِيرَة، وتعتادُ قدمك على القيام لساعات، ولسانك على التجويد فلا يتلعثم،وأُذنك على الإنصات فلا تملّ، فتفعل ما يُحب اللّٰه لأنك عَلمتَ ما يُحب، وتتجنّب ما يبغض اللّٰه لأنك تدبَّرت وفَهمت ما يكره، فيرىٰ اللّٰه صِدق سعيك لتُعتق ، فيعتقُكَ من النارِ والنفاق.
والآن فعلتَ كما كانت الصحابة تفعل فهنيئًا لكَ حُب اللّٰه كما أحبهُم.
